قدرات سياحية واعدة بتمنراست

الثلاثاء, 02 أغسطس 2022

يُعوَّل عليها في دعم الاقتصاد المحلي
قدرات سياحية واعدة بتمنراست
تُعدُّ ولاية تمنراست وجهة مفضلة للسياح من داخل وخارج الوطن لما تزخر به من قدرات واعدة يراهن عليها في دعم الاقتصاد المحلي وترقية الاستثمار والسياحة الصحراوية بما يساهم في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني عموما تجسيدا للتوجهات الجديدة للدولة.

ي. تيشات
تتميز ولاية تمنراست بكونها منطقة سياحية بامتياز تزاوج بين عديد المؤهلات السياحية والحضارية ومن بينها المناظر الطبيعية الساحرة وسلاسل الجبال الشاهقة التي تداعبها أشعة الشمس والنقوش والرسومات الصخرية التي تعود إلى آلاف السنين والتي تبرز جوانب من حياة الإنسان القديم وسيوف الرمال الذهبية والصناعة التقليدية المتنوعة وهي كلها عوامل تستقطب فيها الأهقار الوافدين إليها سواء من السياح العاديين أو عشاق المغامرات.
وتشكل جبال الأسكرام الواقعة على نحو 80 كلم من مقر الولاية وعلى ارتفاع يقارب 2800 متر عن سطح البحر واحدة من المعالم الطبيعية الخلابة التي تهدي لزائرها مشاهد بانورامية رائعة على هضبة الأتاكور الشاسعة التي توجد بها فوهة أهران البركانية الضخمة كما تتخلل هذه الجبال مواقع طبيعية تتدفق المياه من أعلى صخورها على غرار منبع الماء المعدني تاهابورت كما تحصي هذه المنطقة الصحراوية مواقع أخرى لتدفق المياه على غرار شلالات إيملاولاون و إسيقراسن و تامركرست ووادي أفيلال فضلا على أن موقع الأسكرام يمنح لزائريه فرصة مشاهدة أجمل شروق وغروب للشمس في العالم حسب التصنيف السياحي العالمي.
ومن معالم الأسكرام أيضا برج الراهب الفرنسي شارل دو فوكو الذي بناه سنة 1910 حيث عاش هناك وألف قاموسا حول الثقافة التارقية الشفهية حيث يمكن للزائر الاطلاع على مذكراته ومخطوطاته والتمتع بمشاهدة جبال الأهقار التي تتشكل من حزم مخروطية منها جبل إيلمان وجبل تاهات أتاكور والذي يعد أعلى قمة بالجزائر إضافة إلى جبل أدريان المطل على مدينة تمنراست.

منطقة الأهقار.. جنة الجيولوجيا
تزخر منطقة الأهقار التي تعرف بجنة الجيولوجيا كما يلقبها علماء الآثار بنقوش ورسومات الصخرية ذات اللون الصلصالي الأحمر وهي تجسد مراحل تغير الصحراء في فترة ما قبل التاريخ وفترة الجفاف حيث تظهر اللوحات الصخرية نشاط رعي الأبقار وصيد الحيوانات البرية والحيوانات المنقرضة من البقر الوحشي والفيل ووحيد القرن والزرافات إلى جانب رسومات تظهر رجالا يحاربون وأخرى تظهر أنهارا ومروجا ومراسم دينية وكتابات بلغة التيفيناغ منتشرة عبر مواقع مختلفة من أهمها أقنار و أكار- أكار و تفديست و تقمارت و أدرار تيمسغين و أدرار تيكمتين وغيرها إلى جانب قصر الملكة تين هنان بمنطقة أبالسة وقصور وقصبات أخرى على غرارقصر موسى أق أمستان بتمنراست وقصر الحاج البكري بتاظروك.
كما تشكل صناعة الحلي التقليدية والجلود تراثا حرفيا يعكس ذلك الرصيد الثقافي الثري الذي تزخر به منطقة الأهقار وهي تتميز بأشكالها المتنوعة التي تبدع فيها أنامل كبار الحرفيين الصائغين أو ما يعرفون بـ إيناضان المتواجدين بمراكز ومحلات الصناعة التقليدية عبر بلديات ولاية تمنراست فضلا عن ذلك فمن أهم الحلي التارقية تجد أقراط الآذان تيزاباتين والخلخال إهبقان والخواتم تسغين وحلي أخرى منها تلخوكام و تيروت و أدلال بالإضافة إلى ذلك تحترف نساء الأهقار غالبا حرفة الجلود لتوفير لوازم الحياة اليومية وهي تتميز بكونها أكثر تنوعا وثراء ومن أهم منتجاتها الخيم والحافظات الجلدية أو ما يسمى بـ أغرقان وهي عبارة عن أكياس لحفظ الطعام إلى جانب صناعة الأحذية والأحزمة المختلفة.

هياكل استقبال جديدة وجهود لاستغلال القدرات السياحية
تدعمت شبكة الهياكل السياحية بولاية تمنراست بمشاريع جديدة يجري تجسيدها حاليا تندرج ضمن جهود استغلال القدرات السياحية بهذه المنطقة التي تحصي في الوقت الحالي 17 مؤسسة استقبال سياحي من بينها ثمانية فنادق وتسعة مخيمات بطاقة استيعاب اجمالية تقدر بـ1019 سرير إلى جانب تواجد 90 وكالة سياحية كما تتوفر الولاية على ثلاث مناطق للتوسع السياحي التي يتم بها حاليا تجسيد أربعة مشاريع استثمارية إلى جانب وجود خمسة مشاريع أخرى في إطار الاستثمار الخاص أيضا ولكن خارج مناطق التوسع السياحي.
ويراهن أصحاب الوكالات السياحية بالمنطقة على ضمان المرافقة لترقية التسويق لمختلف المنتجات السياحية من مسارات وبرامج التي تعكس ثراء المنطقة استنادا لما أكد رئيس جمعية الوكالات السياحية زونقة محمد الذي شدد على أهمية ضمان التكوين الأمثل لمنتسبي قطاع السياحة من خلال تطوير القدرات والتدريب على استعمال التقنيات الرقمية الحديثة في تسيير البرامج ومختلف الأنشطة ذات الصلة بالتسيير السياحي مشيرا إلى أن المنطقة يتعين عليها أن تنهض بقدراتها السياحية الهائلة التي تزخر بها لتنمية الاقتصاد المحلي وتنويع فرص الاستثمار وتوفير مناصب الشغل وهو ما يتطلب ضبط مقاربة جديدة ترتكز على إقحام كافة الفاعلين بما يضمن توفير بيئة ملائمة للاستثمار السياحي والمساعدة على استقطاب أكبر عدد ممكن من المتعاملين وترقية السياحة الداخلية.