خطوات واعدة لتطوير خدمة العلاج بمياه البحر بوهران

  • PDF


تعتبر نمطا جديدا في السياحة العلاجية
خطوات واعدة لتطوير خدمة العلاج بمياه البحر بوهران
تسعى عاصمة غرب الجزائري وهران التي تزخر بشريط ساحلي على طول 120 كيلومتر بخطوات ثابتة وواعدة لتطوير خدمة العلاج بمياه البحر التي تعتبر نمطا جديدا في السياحة العلاجية التي توفر كل أسباب الراحة والهدوء والاسترخاء الذهني والعضلي.
 
ي. تيشات
تعتبر ولاية وهران التي طورت خلال السنوات الأخيرة مختلف أنوع السياحة العلاجية رائدة في هذا المجال حيث يوجد حاليا بدائرة عين الترك مركزان للمعالجة بمياه البحر أحدهما بالمركب السياحي نيو بيتش وهو استثمار خاص والثاني تابع للقطاع العمومي بالمركب السياحي الأندلسيات حسب ما أبرزه مدير قطاع السياحة قايم بلعباس عمر الذي اكد بأنّه سيتعزز هذان المركزان بثالث للمعالجة بمياه البحر بالولاية يعد الأكبر على مستوى الوطن مشيرا إلى أن هذا المرفق السياحي من استثمار خاص ببلدية مرسى الحجاج الساحلية (شرق وهران) يعرف تقدما في أشغال إنجازه يفوق 90 في المائة ليكون جاهزا خلال الثلاثي الأول من سنة 2023.
ويأتي هذا الانجاز لتلبية متطلبات سوق السياحة العلاجية التي تلقى إقبالا كبيرا من طرف المصطافين والسياح وعمال المؤسسات العمومية والخاصة عن طريق الخدمات الاجتماعية للاستفادة من هذا النوع الجديد من السياحة التي توفرها المركبات السياحية وفق ذات المسؤول الذي اكد بأنّ وهران طورت خلال السنوات الأخيرة مختلف أنواع السياحة العلاجية على غرار المنتجعات الصحية (سبا) التي أصبحت أكثر انتشارا بمختلف المؤسسات الفندقية فضلا عن وجود محطة حموية وحيدة بمنطقة سان روك .
 
مركب الأندلسيات.. نموذج للعلاج بمياه البحر
من منطلق تطوير السياحة العلاجية بوهران جاءت فكرة إنشاء مركز للمعالجة بمياه البحر أو ما يسمى باللاتينية طلاسوتيرابي بالمركب السياحي الأندلسيات بالطنف الوهراني الغربي وهو المرفق العمومي الوحيد على مستوى غرب البلاد الذي يقدم خدمات للراغبين في العلاج بمياه البحر حيث ويراهن هذا المركز المتعدد الخدمات على تطوير السياحة العلاجية بوهران التي تستقطب عددا كبيرا من المصطافين القادمين من مختلف ولايات الوطن وأفراد الجالية الوطنية المقيمة بالخارج وكذا سياح أجانب يبحثون عن دفء جنوب البحر الأبيض المتوسط .
ويعرض هذا الفضاء الذي يمتاز بهندسة معمارية رائعة (أرابيسك) زهاء 20 خدمة ذات نوعية تجمع كلها بين الاسترخاء والاستجمام والعلاج الطبي الذي يعتمد على توجيه من طبيب مختص مع التأكيد ان هذا العلاج يتم تحت إشراف أطباء ومدلكين وممرنين رياضيين لديهم مهارات حديثة في العلاج بمياه البحر تماشيا مع التطورات الحاصلة في هذا المجال كما يقدم مركز طلاسوتيرابي الذي يتوفر على تجهيزات متطورة خدمات للرياضيين للتحضير للمنافسات واسترجاع اللياقة البدنية.
ويضم هذا المرفق المتربع على مساحة 4000 متر مربع جناحين واحد خاص بالنساء والثاني للرجال مراعاة لعادات وتقاليد المجتمع وكل جناح متفرع إلى قسمين واحد مخصص للعلاج بمياه البحر يتوفر على أحواض التدليك وأروقة المشي في الماء وغيرها من التجهيزات والثاني للعلاج بدون ماء البحر يخص الطب الفيزيائي والتدليك وكل ما له صلة بإعادة التأهيل الوظيفي كما يعتمد المركز مركب الأندلسيات على مواد ومستلزمات متطورة في هذا النوع من العلاجات حيث تستعمل مشتقات البحر على غرار الطحالب والطين المستورد فضلا عن مواد طبيعية تقليدية متوفرة محليا والتي تستخدم في مجال التقشير تحت البحر.
 
120 شخصاً في اليوم
وكان الإقبال على العلاج بمياه البحر بهذا المركز يقدر بمعدل 120 شخص في اليوم قبل ظهور فيروس كورونا المستجد والتوقف تطبيقا للإجراءات الصحية للوقاية من هذا الوباء حيث وبعد استئناف النشاط يسجل توافدا يتراوح ما بين 60 و80 شخص يوميا ويقدم مركز العلاج بمياه البحر الذي دخل حيز الخدمة في أواخر 2018 مسارا للعلاج والاسترخاء بأسعار معقولة ويشعر فيه الزبون كأنه في منتجع سياحي صحي حيث يتوفر على 240 سرير ومطعم ومقهى يقدم شاي بالأعشاب.
هذا ويحتل العلاج بمياه البحر حيزا كبيرا في التراث الشعبي للوهرانيين الذين يستعملون مياه ومستخرجات البحر على غرار الطحالب في معالجة بعض الأمراض وللتجميل وذلك منذ مئات السنين وعليه ولتوسيع الاستفادة من المعالجة بالمياه البحر التي تندرج في إطار الطب التكميلي اقترح رئيس جمعية الشبانية للتبادل السياحي هركوس رشيد إبرام اتفاقيات بين المراكز المختصة في مجال المعالجة بمياه البحر والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لغير الإجراء (كاسنوس) والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للأجراء (كناس) من أجل الاستفادة من خدمات هذه المراكز.