هكذا نستقيم على الطاعة بعد رمضان..

  • PDF


على طريق غنائم أعمال الخير الرمضانية
هكذا نستقيم على الطاعة بعد رمضان..
إن للاستقامة على الطاعة بعد رمضان أسباب يلزم تحقيقها إذ لا تكفي مجرد النية للاستقامة بل لا بد من أن تشفعها بعمل جاد واستقامة حقيقية آخذًا بأسبابها وقد ذكرت الأمانة العلمية لموقع إسلام ويب بعضها وهي:
- صحبة الصالحين وتغيير البيئة التي تحملك على فعل المعصية وترك الواجب وتبديلها ببيئة إيمانية صالحة تعينك على طاعة الله تعالى.
- دوام الافتقار إلى الله تعالى والضراعة إليه ودعاؤه بإخلاص وصدق أن يثبّتك على دِينه وألا يزيغ قلبك.
- مجاهدة النفس بصدق بحيث لا تستسلم لنزغات الشيطان ولا لتسويلات النفس الأمّارة واثقًا بأن العون مصاحب للمجاهد كما قال الله: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا العنكبوت:69 .
- الحفاظ على جملة من النوافل بعد الحفاظ على الفرائض فإن النوافل والحفاظ عليها سور بينك وبين ترك الواجب وتضييع الفرض.
- إدامة قراءة القرآن بتدبّر وخشوع وإدامة الفكرة في أسماء الرب تعالى وصفاته. واستحضار أنه شديد العقاب وأنه إذا غضب لم يقم لغضبه شيء جل وعلا.
- الفكرة في الموت وما بعده من الأهوال العظام والخطوب الجسام واستحضار أنه لا ينفع المرء بعد موته سوى ما يقدّمه من صالح عمله.
- البُعد عن كل سبب من شأنه أن يوقعك في المعصية ويحملك على تضييع الواجب.
.............
حال السلف عند انتهاء شهر رمضان
لقد كان أسلافنا رضي الله عنهم يظهرون سلوكًا رائعًا مع هذا الشهر المبارك حتى قبل أن يدخل عليهم إذ كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم . وبعد خروج الشهر المبارك كانوا رضي الله عنهم يظهرون الأسى والحزن على خروجه ويحرصون على أن يوصي بعضهم بعضًا على الاستمرار في الطاعة على مدار العام لأن كل الشهور عند المؤمن مواسم عبادة بل العمر كله موسم طاعة.
خرج عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-في يوم عيد فطر فقال في خطبته: أيها الناس إنكم صمتم لله ثلاثين يومًا وقمتم ثلاثين ليلة وخرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبل منكم . وكان بعض السلف يظهر عليه الحزن يوم عيد الفطر فيقال له: إنه يوم فرح وسرور. فيقول: صدقتم ولكني عبد أمرني مولاي أن أعمل له عملاً فلا أدري أيقبله مني أم لا؟
ورأى وهب بن الورد قومًا يضحكون في يوم عيد فقال: إن كان هؤلاء تقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين وإن كان لم يتقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الخائفين. وعن الحسن قال: إن الله جعل شهر رمضان مضمارًا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا وتخلف آخرون فخابوا فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون.
وروي عن علي رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان: يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنِّيه ومن هذا المحروم فنعزِّيه! وعن ابن مسعود أنه كان يقول: من هذا المقبول منا فنهنِّيه ومن هذا المحروم منا فنعزيه أيها المقبول هنيئًا لك! أيها المردود جبر الله مصيبتك .