عروة بن الزبير.. أيقونة في الصبر

  • PDF


قطعت رجله ومات ابنه!
عروة بن الزبير.. أيقونة في الصبر  
قدم عروة بن الزبير على الخليفة الأُموي الوليد بن عبد الملك حين وقع المرض في رجله فقيل له: اقطعها.
 فقال: إني لأكره أن أقطع مني طائفة فارتفعت إلى الركبة فقيل: إن وقعت في ركبتك قتلتك فقطعها فلم يقبض وجهه ولا تأوه. ويقال: إنه لم يترك حزبه في تلك الليلة.
 وقيل له قبل أن يقطعها: نسقيك دواء لا تجد لها ألما؟ قال: ما يسرني أن هذا الحائط وقاني أذاها.
*فاجعته بابنه بعد قطع رجله:
فلما كان بعد أيام قام ابنه محمد بن عروة ليلا فسقط من أحد الأسطح في اصطبل دواب الوليد فضربته بقوائمها حتى قتلته. فأتى رجل عروة يعزيه فقال له عروة: إن كنت جئت تعزي برجلي فقد احتسبتها.
 فقال: بل أعزيك في محمد ابنك. قال: وماله؟ فخبره بشأنه فقال:
اللهم أخذت عضوا وتركت أعضاء وأخذت ابنا وتركت أبناء ولئن كنت أخذت لقد أبقيت ولئن كنت ابتليت لقد عافيت .
*جلوسه للعزاء:
ولما قدم المدينة نزل قصره بالعقيق فأتاه محمد بن المنكدر فقال له: كيف كنت؟ قال: لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا.
وجاءه عيسى بن الصحابي طلحة بن عبيد الله فقال لبعض بنيه: اكشف لعمك عن رجلي ينظر إليها ففعل. فقال عيسى بن طلحة: أما والله يا أبا عبد الله ما أعددناك للصراع ولا للسباق ولقد أبقى الله لنا ما كنا نحتاج إليه منك رأيك وعلمك فقال عروة: ما عزاني أحد عن رجلي مثلك.
*مواقف أخرى:
-كان علي رحمه الله إذا عزى قوما قال: عليكم بالصبر فبه يأخذ الحازم وإليه منصرف الجازع.
- ولما دفن علي فاطمة رضى الله عنهما تمثل على قبرها بهذين البيتين:
لكل اجتماع من خليلين فرقة .. وكل الذي دون الممات قليل
وإن افتقادي واحدا بعد واحد .. دليل على ألا يدوم خليل
-ودخل عبد الله بن عمر بن عتبة على المهدي يعزيه بالمنصور فقال: آجر الله أمير المؤمنين على أمير المؤمنين وبارك له فيما خلفه فيه فلا مصيبة أعظم من المصيبة بإمام ولا عقبي أفضل من خلافة الله على أمة نبيه عليه السلام فاقبل يا أمير المؤمنين من الله أفضل العطية واحتسب عنده أفضل الرزية.