جمال مناد المهاجم الفنان

  • PDF

الساعد الأيمن لرابح ماجر في تدريب الخضر
**
قبل أيام من الآن كان جمال مناد بدون فريق وهاهو اليوم يعتبر الساعد الأيمن للمدرب الجديد للفريق الوطني رابح ماجر بعد أن عيّنه هذا الأخير ضمن طاقمه الفني.
على غرار رابح ماجر ومزيان إيغيل فتعيين جمال مناد ضمن الطاقم الجديد للمنتخب الوطني فاجأ الجميع كونه كان بدون فريق لكن والحق يقال فقد أثبت وجوده في الكثير من الأندية التي أشرف عليها من اتحاد عنابة في منتصف العشرية الأخيرة إلى شبيبة بجاية ومولودية الجزائر.
يعتبر جمال مناد من بين المهاجمين القلائل الذين أنجبتهم الكرة الجزائرية فلم ينجو منه أي حارس مرمى إلا وهز شباكه ترى من هو جمال مناد؟ أين ولد وأين ترعرع؟ وفي أي فريق بدأ فيه مداعبة الكرة؟ تلكم من بين الأسئلة التي سنجيبكم عنها في صفحة هذا العدد.


ولد بمدينة البيض وداعب الكرة بحي الأبيار
ولد جمال مناد بمدينة البيض يوم 22 جويلية من عام 1960 بدايته مع رياضة كرة القدم كانت بنادي شبيبة الأبيار عند بلوغه السن الخامسة عشر تجلت عبقرية جمال مناد في رياضة كرة القدم كان يجيد تسجيل الأهداف بطريقة اللاعبين الكبار كثرة الأهداف التي كان يسجلها مع صنفي الأصاغر والأشبال سمحت له بترقيته إلى صنف الأواسط رغم أن سنه لم يكن يتجاوز السادسة عشر من العمر ورغم صغر سنه لعب أكثر من لقاء في صنف الأكابر الأمر الذي جعله محل أطماع العديد من الفرق العاصمية كالمولودية والاتحاد والنصرية لكن والد مناد فضل أن يلعب ابنه جمال لفريق شباب بلوزداد كان ذلك في صائفة عام 1977.


من الأبيار إلى شباب بلوزداد
شاءت الصدف أن ينتقل جمال مناد إلى شباب بلوزداد  في ذكرى ميلاده السابع عشر ففي الـ22 جويلية من عام 1977 وذلك في صنف الأواسط لعب جمال مناد في أول موسم له مع الشباب بعض من المباريات ضمن الأكابر لكن وبالنظر إلى الأسماء اللامعة التي كانت تزخر بها تشكيلة الشباب لم يشارك في المباراة النهائية التي لعبها الشباب أمام اتحاد العاصمة وفاز بها فريق مناد بضربات الجزاء بعد انتهاء الوقت الرسمي والإضافي بالتعادل السلبي.
شكل فوز شباب بلوزداد بكأس الجزائر لعام 1978 قفزة نوعية في مسيرة الشاب جمال مناد حيث توسعت شهرته خاصة بعد أن تم المناداة له للمنتخب الوطني للأواسط الذي كان يشرف على تدريبه الشيخ عبد الحميد كرمالي.
خاض جمال مناد في الموسم الموالي العديد من المقابلات مع أكابر شباب بلوزداد فحتى وإن لم يكن سنه يتجاوز الثامنة عشر إلا أنه فوق الميدان كان أشبه باللاعبين الكبار ومما زاد في تألقه مع أكابر الشباب تلك اللقاءات التي كان يخوضها مع المنتخب الوطني للأواسط في إطار تصفيات كأس العالم للأواسط التي جرت أدوارها النهائية باليابان في نهاية صائفة 1979.
بعد عودة جمال مناد من اليابان حيث شارك مع المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم قرر مواصلة اللعب لفريق الشباب الذي فتح له أبواب التألق لكن في الوقت الذي راح أنصار الشباب يفتخرون بنجمهم الصاعد جمال مناد قرر مغادرتهم إلى فريق شبيبة القبائل وهذا في مطلع موسم 1980/1981 تاركا وراءه بصمات لازال أنصار حي العقيبة يتذكرونها إلى حد اللحظة.


مناد في جومبو جات
بعد تألقه في شباب بلوزداد خطفه مدرب شبيبة القبائل آنذاك محيي الدين خالف حيث كان وراء انتقاله إلى فريق الشبيبة الذي يعرف آنذاك باسم جومبو جات نظرا لما كانت تزخر به تشكيلة المدرب خالف محيي الدين الذي كان في نفس الوقت مدربا للمنتخب الوطني. لعب جمال مناد لشبيبة القبائل على مرحلتين المرحلة الأولى امتدت من عام 1980 إلى عام 1986 والمرحلة الثانية بعد عودته من عالم الاحتراف من عام 1995 إلى 1997 والمجموع تسع سنوات كاملة نال فيها ابن مدينة البيض كل شيء خمس بطولات وطنية ومرة واحدة كأس الجزائر عام 1986 وثلاث كؤوس افريقية كما توج أكثر من مرة بلقب أحسن هداف للبطولة الوطنية الأمر الذي يجعله من بين اللاعبين القلائل الذي نال مالم ينله أمثاله من اللاعبين.
شكل الفترة التي لعب فيها جمال مناد لفريق شبيبة القبائل العصر الذهبي لهذا الفريق وقد ساهم بنسبة كبيرة في تألق فريق القبائل محليا وقاريا بفضل أهدافه الغزيرة بالرغم من وجود لاعب آخر وهداف آخر اسمه ناصر بويش.


مسيرة مناد في عالم الاحتراف
بعد مونديال بلاد الأزتيك في صائفة عام 1986 دخل جمال مناد عالم الاحتراف والبداية كانت مع فريق نادي نيم الفرنسي الذي لعب له موسمين لينتقل بعدها الفتى الى البرتغال حيث لعب هناك لأكثر من فريق البداية كانت مع نادي فماليكاو لينتقل بعدها إلى بالينانس كما لعب لنادي اريا وهو من الدرجة الثانية.
بعد ست سنوات في عالم الاحتراف بفرنسا والبرتغال طار إلى بلد البترول المملكة العربية السعودية حيث لعب لفريق النصر السعودي موسمين ليعود من حيث غادر الجزائر نحو عالم الاحتراف إلى فريق شبيبة القبائل.
لم يحقق جمال مناد في عالم الاحتراف ما حققه مثلا رابح ماجر أو مصطفى دحلب الأول مع نادي بورتو والثاني مع الباياسجي والسبب كونه لعب لفرق متواضعة.


مناد والفريق الوطني 
لعب جمال مناد للمنتخب الوطني حوالي 18 سنة كاملة البداية كانت في عام 1976 مع المنتخب الوطني للأشبال ثم مع منتخب الأواسط إلى منتخب الأكابر الذي لعب له حوالي 90 مقابلة دولية بين الرسمية والودية.
شارك جمال مناد مع المنتخب الوطني للأواسط في نهائيات كأس العالم باليابان عام 1979 تحت إشراف المدرب عبد الحميد مخلوفي إلى جانب نخبة من اللاعبين الكبار نذكر منهم حسين ياحي وجنادي والحارس عصماني.
لم يخيّب جمال مناد ثلاثي المنتخب الوطني سعدان روغوف ومعوش في أولمبياد موسكو حيث قدم وجها طيبا بالرغم من أن سنه لم يكن يتجاوز عن العشرين. أول لقاء لعبه مناد كان في الأدغال الإفريقية مع المنتخب الوطني   في خريف 1980 بالعاصمة السيراليونية فريتاون رسم ذهاب الدور الأول لمونديال اسبانيا تمكن من تسجيل هدفين علما أن اللقاء انتهى بالتعادل 2/2 وهو العادل الذي فتح الأبواب للفريق الوطني بالتأهل إلى الدور الثاني بعد الفوز الساحق في لقاء الذهاب 3/0 بملعب 19 جوان بوهران.
لكن حتى وإن ساهم جمال مناد في قيادة المنتخب الوطني لأول مرة إلى الأدوار التأهيلية لكأس العالم عام 1982 إلا أن اسمه غاب عن قائمة اللاعبين المشاركين في ذلك المونديال وكم تأثر مناد لعدم مشاركته وهو الذي كان ينتظر أن يفجر طاقته أمام نجوم اللعبة في بلاد الأندلس.
فور عودة المنتخب من اسبانيا قرر الطاقم الفني للمنتخب بقيادة الثنائي خالف محيي الدين ورشيد مخلوفي تقديم استقالتهما وتم تعويضهما بالمدرب السابق للمنتخب ولاعب منتخب الجبهة عبد الحميد زوبا ليعيد مجددا جمال مناد إلى المنتخب وبقي محافظا على منصبه إلى مابعد مهولة زيقنشور عام 1992.
يتفق الكثير من التقنيين أن الفضل في بلوغ الفريق الوطني لمونديال المكسيك عام 1986 إلى جمال مناد حيث سجل تقريبا في كل لقاء إقصائي هدفا وحين التقى فريقنا الوطني بملعب المنزه بتونس عام 1985 ظن الجميع أن سيناريو عام 1977 سيتكرر وسيقصى منتخبنا الوطني على يد المنتخب التونسي لكن مناد وشبان الجزائر فعلوها وألحقوا هزيمة مرّة بالتونسيين أمام أنظار أعينهم توقفت عن الهدف الرابع سجل منها مناد هدفين وتكرر نفس المشهد في لقاء العودة بملعب 5 جويلية حيث فاز الفريق الوطني بثلاثية نظيفة سجل منها مناد هدفا واحدا لينتزع الخضر ثاني مشاركة لهم في الأدوار النهائية لكأس العالم بعد دورة اسبانيا 1982.
شارك جمال مناد في خمس دورات لكأس أمم إفريقيا ففي دورة كوت ديفوار عام 1984 سجل مناد هدفين هدف أمام مالاوي وآخر أمام غانا وفي دورة مصر عام 1986 لم يسجل مناد أي هدف ونفس الشيء في دورة المغرب عام 1988 لكن في دورة الجزائر لم يخيب ابن مدينة البيض آمال أبناء بلده فكان عند حسن ظن الجميع حيث توج بلقب أحسن هداف بتسجيله خمسة أهداف كاملة مهدت الطريق لانتزاع أول وآخر كأس إفريقية.
لكن في الدورة الموالية شارك جمال مناد إلى جانب جل العناصر التي توجت بكأس أمم إفريقيا بالجزائر تحت إشراف نفس المدرب الذي أهدى الجزائر تلك الكأس القارية الشيخ عبد الحميد كرمالي لكن باليت لو لم يشارك مناد حتى لم يقدم أي شيء على غرار ماجر وشريف الوزاني ليقصى منتخبنا الوطني في الدور الأول.
بعد سنتين من تلك الدورة تم المناداة من جديد إلى جمال لمناد وهذا بعد تعيين رابح ماجر مدربا للمنتخب لكن ونظرا لتقدم مناد في السن لم يقدم أي شيء فكان من البديهي أن يترك الفريق الوطني الذي لعب له حوالي 100 مباراة سجل خلالها حوالي 25 هدفا وهو أحسن هداف للمنتخب الوطني بعد كل من عبد الحفيظ تاسفاوت ولخضر بلومي ورابح ماجر.


العودة إلى القبائل والتتويج بالكأس القارية للأندية عام 1995 
قبل اعتزال جمال مناد الكرة نهائيا في نهاية التسعينيات لعب لفريق اتحاد العاصمة قادما من فريق شبيبة القبائل بعد أن أهدى هذا الاخير كاس الكؤوس الإفريقية عام 1995 بفضل الهدف الذي وقعه في المباراة النهائية أمام  فريق من نيجيريا.


من الشبيبة إلى اتحاد العاصمة فالاعتزال...
في الموسم الموالي انتقل جمال مناد إلى فريق اتحاد العاصمة لكن سرعان ما أعلن اعتزاله اللعب نهائيا عام 1997 ليدخل بعدها عالم التدريب حيث درب العديد من الفرق نذكر منها اتحاد العاصمة واولمبي العناصر وهو الفريق الذي قاده مناد في منتصف العشرية الماضية رفقة ياحي لأول مرة إلى القسم الوطني الأول كما درب كذلك كل من اتحاد عنابة وشبيبة بجاية ومولودية الجزائر حيث قاده في الموسم ماقبل الماضي إلى نهائي كاس الجزائر وخسره بهدف دون رد أمام الجار اتحاد العاصمة.


مناد يعاقب بسنة كاملة
تعرض جمال مناد في سنة 2013 إلى عقوبة قاسية لمدة سنة نافذة لاستجابته لطلب رئيس نادي المولودية عمر غريب بعدم الصعود إلى منصة التتويج للحصول على ميداليات نهائي كأسي الجزائر التي خسرها فريق المولودية أمام الجار الاتحاد 1/0.


العودة إلى التدريب من السعودية ... إقالة.. بدون فريق
عودة جمال مناد إلى التدريب بعد استنفاده للعقوبة كانت من المملكة العربية السعودية حيث أشرف هناك على تدريب نادي الوحدة السعودي المنتمي إلى الدرجة الثانية لكن وبسبب سوء النتائج قررت إدارة النادي إقالته ليعود مناد إلى أرض الوطن ليشرف بعدها على تدريب فريق المولودية في مطلع السنة ماقبل الماضية لكن سرعان ما تم إقالته ليبقى بدون فريق إلى غاية تعيينه مساعدا لرابح ماجر في المنتخب الوطني.


جمال مناد ... المعماري
يحمل جمال مناد شهادة تقني سامي في الفن المعماري وهو من بين اللاعبين القلائل الذين يحملون شهادات عليا كما أنه من بين اللاعبين القلائل الذين وفقوا في الدراسة وفي الملاعب.
حدث هذا عام 1985
صحفي جزائري حرم مناد من الكرة الذهبية
في عام 1985 حرم مناد من الحصول على الكرة الذهبية حيث عادت الكرة الغالية الى المغربي محمد التيمومي بفارق صوت واحد.
نعم كان يكفي جمال مناد صوت واحد لينتزع الكرة الإفريقية سنة 1985 لكن صوت الجزائر ذهب إلى المغربي محمد التيومي ليحرم مناد من الحصول عليها وإلى الأبد.