خنساء فلسطين تشيد بتضحيات المرأة الجزائرية

  • PDF

زارت بلادنا لأول مرة
خنساء فلسطين تشيد بتضحيات المرأة الجزائرية

تقرير: زهور بن عياد 

في عيد الأم نقف إجلالا وتقديرا لأمهات الشهداء والأسرى البواسل في فلسطين تلك النساء الباسقات الشامخات الصابرات على فلذات أكبادهن صبرا جعل العدو الصهيوني يتساءل كيف لإمراة تحمل ولدها شهيدا على كتفيها وتودعه مبتسمة وفي قلبها جراح وآلام لا تشعر بها سوى من عاشت قصتها. أم الشهيد ناصر أبو حميد الذي ارتقى إلى ربه منذ أشهر في سجن الاحتلال سيدة تجاوزت السبعين لقبت بخنساء فلسطين كناية عن صمود وصبر لأم أهدت شهيدين للأمة ولاتزال صابرة على فراق أبنائها الأربعة المحكوم عليهم بالمؤبد. على هامش زيارتها إلى الجزائر لحضور الندوة الدولية حول النكبة الفلسطينية منذ أيام إلتقيناها شامخة كعادتها صابرة لقدرها وكأن بجلدها وقوتها تستفز عدوها رغم الألم الذي لا يزال يختلج صدرها.

خنساء فلسطين سعيدة بزيارة الجزائر 
عبرت خنساء فلسطين عن سعادتها وهي تزور الجزائر أول مرة شاكرة الرئيس تبون وكل الإطارات الذين استقبلوها بحفاوة معربة عن موقف الجزائر المشرف.
وعن الندوة الدولية الخاصة بالنكبة تقول: إن النكبة ليست أحداث1948 أو 1967 بل أننا نعيش النكبة كل يوم وعن مبادرة الجزائر أضافت كنت أتوقع من الجزائر هذه الوقفة ولكن ما رأيته فاق كل تصور . وبخصوص الشهيد ناصرأبوحميد أفضت لنا بما عانته من حرمانها لرؤية إبنها مستذكره الشهيد الآخر عبد المنعم والأبناء الأربعة المحكوم عيهم بالسجن مدى الحياة. ناصر استشهد في سن50 تتحدث واعتقل عدة مرات اعتقاله الأول كان في عمر 12 سنة موضحة كان يطلق صراحة ثم يعود لأن في دمه يسري دم فلسطين وهو أول من أطلق عليه الأسد المقنع كان حلمه تحرير الأقصى .
وعن أيامه الأخيرة تتأسف لعدم السماح لها برؤيته وهو يصارع السرطان في سجن الرملة وتقول تعرض في آخر حياته لظروف صحية صعبة وبقي شهرا كاملا في غيبوبة منعنا من رؤيته لم يسمح لي بتوديعه . وتضيف رغم الألم مرتاحة والحمد لله ولكن ما يؤذينا احتجاز جثامين الشهداء ورغم ذلك كلنا يقين أن فلسطين ستتحرر كما تحررت الجزائر .
وعن بيتها الذي هدم خمسة مرات تقول البيت ليس أغلى من الوطن أو الولد وهنا نوهت بموقف الرئيس أبو مازن حين تكفل ببناء بيتها قائلا لو هدموا بيتك 50 مرة لبنيناه 50 مرة .بآهات حدثتنا عن الوضع في فلسطين قائلة الوضع صعب جدا فالأم تودع إبنها كل يوم وهي لا تعلم إن كان سيعود أم لا لأن العدو لا يرحم واستذكرت ماحدث لها منذ عقود حين اعتدي عليها بالضرب من طرف الاحتلال وهي حامل في الشهر الثامن مما أدى إلى فقدان جنينها.


وردا على سؤال: كيف بالأولاد أن يعتقلوا وهو صغار وينتفضوا وهم أطفال؟


تقول تلك السيدة الصابرة أننا لا نحتاج أن نلقن أبنائها دروس حب الوطن لأنهم فتحوا عيونهم على ظلم العدو من تخريب وتنكيل وظلم واعتقال فكل طفل يعيش كرجل وبالتأكيد سيكبر وفي نفسه حقد كبير على من حرمه طفولته . وفي حديثها عن المرأة الفلسطينية ذكرت أنها إمرأة عظيمه بما تقدمه من شهداء وأسرى وما تواجهه من اعتقال واعتداء وهي لا تزال مرابطة مدافعة عن المسجد الأقصى . وعن سرّ القوة والصبر حتى أطلق عليها خنساء فلسطين تقول ذاك هو إيمانا منا برب العالمين وإيمانا بقضيتنا العادلة دائما أقول اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها نعم قد نحزن وأنا أتحدث نيابة عن أمهات الشهداء ليس سهلا أن تدفن الأم ولدها وتودعه ولكن ما بثبتنا أننا على يقين ان أبنائنا في جوار ربهم في جنة النعيم . وختمت خنساء فلسطين حديثها مشيدة بالمرأة الجزائرية بثباتها ودورها في تربية أولادها وجهادها وتضحياتها التي كللت بالانتصار.


وزيرة التضامن تستقبل الوفد الفلسطيني 


استقبلت السيدة كوثر كريكو وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وزير شؤون اللاجئين معالي السيد أحمد ابوهولي والسيدة لطيفة ناجي خنساء فلسطين بحضور سعادة سفير دولة فلسطين بالجزائر د.فايز أبوعيطة حيث كان اللقاء فرصة لتباحث سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين. وقد جددت السيدة الوزيرة التأكيد على موقف الجزائر الثابت والداعم للقضية الفلسطينية . وأبرزت السيدة الوزيرة عمق أواصر الأخوة بين الشعبين مبدية استعدادها لتقديم يد المساعدة فيما يتعلق بالتكوين وتقاسم الخبرات في مجال التنمية الاجتماعية. ومن جهته نوه الوفد بمواقف الجزائر الثابتة ودعمها اللامشروط واللامحدود للقضية الفلسطينية والتي كانت بالأمس بوابة القضية الفلسطينية إلى الشرعية الدولية والتي تتواصل اليوم وتجسدت إحدى صورها في توقيع الفصائل الفلسطينية على إعلان الجزائر التاريخي للم شمل الفصائل وتحقيق المصالحة الفلسطينية.