هل تراجعت فلسطين في القلوب؟

  • PDF


فيما واصلت الجزائر وقوفها مع القضية
هل تراجعت فلسطين في القلوب؟


ـ أبو إسماعيل خليفة


 بين الفينة والأخرى يبرز اسم مدينة جنين ومخيمها إلى الواجهة بوصفها جبهة عصية على الاحتلال خلال المواجهات والسجالات ولن ينجح جيش الاحتلال في كسر إرادة الشعب الفلسطيني..
لقد شنّت صباح يوم الخميس 26 جانفي القوات الإسرائيلية هجوما على مخيم جنين للاجئين شمال الضفة الغربية المحتلة وأطلقت الذخيرة الحية مما أسفر عن مقتل تسعة فلسطينيين على الأقل من بينهم إمرأة مسنة وفتيان. وبحسب ما ورد أصيب أكثر من 20 شخصًا ما زال أربعة منهم في حالة حرجة. مما يعكس سياسة إسرائيل المتعمدة وممارساتها المتمثلة في استخدام القوة المميتة دون مراعاة للقيود التي وضعها القانون الدولي..
هذا وإن كانت الجزائر كعادتها في نصرة الحق أدانت يوم الجمعة بشدة المجزرة الدموية التي ارتكبها جيش الاحتلال في مخيم جنين بالأراضي الفلسطينية المحتلة ودعت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج الجزائرية في بيان لها المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل ضد المسؤولين عن هذه الجريمة النكراء وسلسلة الاعتداءات المتكررة والشنيعة بحق الشعب الفلسطيني.. 
لكن للأسف يبقى صدى التعاطف المتوقع بين الشعوب العربية بل كان وكأنه تصعيد منعزل عن محيطه العربي رغم فداحة الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي.. فهل تراجعت فلسطين في القلوب؟.
أم صدق فيهم فيهم قول الراحل هواري بومدين رحمه الله وانفجرت فيهم فلسطين فهو القائل: فلسطين هي كالإسمنت المسلّح للأمة إذا تمسكنا بها واذا تخلّينا عنها تصبح قنبلة تنفجر فينا جميعا .
كانت القضية الفلسطينية تمثل معضلة العالم وبخاصة شعوب الامة الاسلامية فهي أرض خلقت للسلام ولكن ما رأت يوما سلاما كان العرب منذ بدأ الاستعمار الصهيوني علي اسرائيل يقدمون كل سبل الدعم المادي والمعنوي بل والعسكري (حرب 1948) ثم بعد ذالك اكتفوا بالدعم المعنوي فقط وكل سبل الإستنكار حتى أصبح الدعم المعنوي شبه متوقف! ماذا حدث للشعوب العربية الاسلامية؟!.
وإن الحديث عن فلسطين اليوم كالذي يدور في حلقة مفرغة فالقضية حتى اليوم لم تخرج إلى الطريق لقد ضاق بها القانون الدولي ولم يقدم مجلس الأمن أي جديد في حين أن النتائج مخيبة لآمال وتطلعات الجماهير العربية..
لكنني وكسائر المؤمنين بالله جل جلاله أؤمن بأنّ قضية فلسطين حيث (القدس الشريف ومقدساتها الإسلامية والمسيحية والخليل وحرمها وبيت لحم ومقدساتها) هي مسؤولية كل عربي ومسلم عقديا دينيا إنسانيا وبالتالي سياسيا واي تقصير في الوفاء بهذه المسؤولية العظيمة هو تنكر للدين أي ذهاب إلى ما لا يرضي الله سبحانه وتعالى.
والتاريخ ذاته وبإرادة الله لن يرحم أحدا يتغاضى عن تمرير فصول هذه المؤامرة فكلنا إلى موت محقق في لحظة لا يعلمها سوى الخالق سبحانه والحياة موقف حق يشرف أصحابه في الدنيا وبعد الرحيل عنها والأهم ساعة الوقوف بين يدي الله جل في علاه.
نسأل الله الذي جلّت قدرته أن يلهمنا الرشاد ويبعث فينا عزة الأجداد حتى نقوم بمسؤوليتنا في تحرير الأقصى ونشر دعوة الحق بين العباد اللهم قوّ عزمنا ووحد كلمتنا واجمع شملنا وانصرنا على القوم الظالمين. هو المستعان ولا حول ولا قوة إلا به..