على أبواب الموسم الجديد..
الأسرة والمدرسة شريكان في النجاح وفي الفشل
أبو اسماعيل خليفة
خلال هذا الأسبوع تفتح المدارس أبوابها وتعود الحياة إلى عادتها وذلك يوم غد الثلاثاء 19 سبتمبر 2023م حيث يلتحق أزيد منن 11 مليون تلميذ وتلميذة بمقاعدهم الدراسية يؤطرهم أكثر من نصف مليون أستاذ وأستاذة نسأل الله لهم التوفيق والنجاح..
وإن عاد أبناؤنا وبناتنا وقرة أعيننا وعدّة مستقبلنا وذخيرة بلادنا وأمل مجتمعنا في التقدم والرقي والازدهار إلى مقاعدهم الدراسية يحدوهم ويحدونا إلى النجاح أَملٌ كبير. فمسؤوليتنا ليست في أن نوصلهم إلى باب المدرسة ولا في توفير الدفاتر والأقلام فدورنا أعظم من هذا وأكبر..
ولئن استعد الجميع للعام الدراسي الجديد استعدادا ماديا بشراء الكراريس والأقلام والملابس فبعضهم ينسى الاستعداد المعنوي والنفسي فتاريخ العودة إلى المدارس هو بداية التفوق وسلوك طريق النجاح وبداية البذرة حتى يأتي الثمر ناضجاً زهواً يعجب الزراع ويكون الحصاد رابحاً..
وللأسف.. إن بعض الآباء يعتقد أن دوره لا يتعدى شراءَ الكراريس والأقلام وتسجيل الأبناء ويقول أنا انتهى دوري. والعملية التربوية وما أدراك ما العملية التربوية بكل أبعادها معادلة متفاعلة العناصر تتقاسم أدوارها أطراف عدة أهمها الأسرة والبيت والمجتمع بحيث تتعاون جميعها في تأدية هذه الرسالة على خير وجه للوصول إلى النتائج المرجوة ولا يتحقق ذلك إلا من خلال توثيق الصلات بين البيت والمدرسة.
فالأسرة والمدرسة شريكان في الفشل وفي النجاح.. فلا تظنوا أن واجبكم يقتصر على إدخالهم المدارس فحسب بل إنّ لكم النصيب الأكبر في تربيتهم وتعليمهم ومتابعتهم فالتربية الصالحة للطفل هي التي تُنشئ الشاب الصالح الذي يخدم دينه وأمته ووطنه.. والعلاقة بين الأسرة والمدرسة علاقة تكاملية..
فإذا كانت المدرسة توجه وتربي لكن الابن لا ينام فيها ولا يجلس فيها غالب وقته!! فالمعلم دوره توعوي وتوجيهي لكن الأبُ هو الذي يؤكد ذلك فعلياً بالمتابعة والتنفيذ.. فالأب مع المدرسة صنوان وعمودان لخيمة نجاح الأبناء.
المدرسة اليوم تشتكي أباً لا يزورها ولا يحضر مجالسها بل إذا حصلت مشكلة أو أزمة لابنه مع المدرس أو مع زملائه لا يكلف نفسه أن يسأل عن ملابسات الأمر..
المدرسة تشتكي أباً لا يطلع على التقارير الشهرية ولا يتابع واجبات أولاده ولا يساهم في تقويمهم وتسديدهم..
فليعلم هذا الأب أنه إذا كان في الماضي يمكن للمرء أن يعيش أميّاً وكان يجد فرص العمل المعتمد على قواه العضلية دون مستوى دراسي وكان يستطيع إدارة شؤونه وترتيب حياته وإن لم يمتلك شهادة علمية فإن واقع الحياة اليوم مختلف تماماً عن الماضي كما هو واضح ومعلوم إذ لا مكان في حياة هذا العصر لغير المتعلم بل ولا لغير المتقدم في التعليم.
فيا أيها الاب: اعلم أنه قد سُجّل في صحائف أعمالك نتائج المسؤولية الملقاة على عاتقك من خلال حديث النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فتأمل أيّ رصيد من الخير والنجاح جنته رعيتك؟.
أسأل الله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل هذا العام الذي نستقبله عام يُمن وإيمان وسلامة وأن يحقق الله أمنياتنا جميعا بتفوق أبنائنا وحصولهم على أعلى الدرجات وأن يقر أعيننا بصلاحهم ونجاحهم في الدنيا والآخرة... وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ٱله..