نسعى لإقناع المواطنين بضرورة المشاركة في صناعة التغيير

  • PDF



المترشح جمال بلعربي لـ أخبار اليوم :
نسعى لإقناع المواطنين بضرورة المشاركة في صناعة التغيير


* بعض المترشحين يُصوّرون التشريعيات كانتخابات محلية.. ويعدون بسكنات وعُمرات !


حاوره: ش. ب


ـ ما الذي دفعكم لاتخاذ قرار الترشح لانتخابات 2 جوان 2021؟
* تقوم السياسة على مبدأ تفاوض التنازلات. وبعد أن تم تعديل الدستور لتمكين النائب من ممارسة صلاحيات حقيقية كما تم تغيير القانون العضوي للانتخابات في اتجاه إبعاد المال الفاسد من العملية الانتخابية بإلغاء ما كان يعرف برأس القائمة ثم التقليل من تأثير الانتماء القبلي والعروشية بتوسيع الدوائر الانتخابية لتغطي جميع بلديات الولاية قررت الخروج من هامش المتفرجين ومن إسفلت التظاهر السلمي الذي لم يعد قادرا على تقديم أي مقترح لتجاوز الانسداد السياسي أو تقديم أية إضافة سياسية. قررت المشاركة في التشريعيات في إطار حزبي لأنني أومن بأن المشهد السياسي لا يمكنه الاستغناء عن الأحزاب. على عكس الذين يسعون إلى ترذيل الحياة الحزبية وتشويهها ثم الاستعاضة عنها بالمجتمع المدني. فإذا كانت الأحزاب التقليدية قد أعطت صورة سلبية عن الممارسة الحزبية وكذلك عن الممارسة السياسية بصفة عامة فإن هذا ينطبق على تلك الأحزاب. وهو يعبر عن فشلها وعن إفلاسها ولا يمكن إسقاطه على جميع الممارسات الحزبية الأخرى. جيل جديد حزب رفض المشاركة في برلمانات المحاصصة. ورفض العهدات الثالثة والرابعة ثم الخامسة. ولذلك فهو يأتي من خارج المنظومة ويفكر بطريقة لم تعهدها المنظومة. إنه يعبر عن جزائر وعن أجيال لم تعد الأحزاب المفلسة تفهمها ولا تستطيع التواصل معها. كل هذا دفعني إلى المشاركة في التشريعيات من باب المشاركة في صناعة التغيير وعدم الاقتصار على المطالبة به. زد على ذلك أن الترشح في حد ذاته فرصة لمن يهتم بالشأن العام كي يشارك في بلورة الخطاب السياسي والتأثير عليه وإثرائه.


ـ ما تقييمكم لمسار الحملة الانتخابية حتى الآن؟ وهل تعتقدون أنكم نجحتم في حشد عدد من الناخبين للتصويت عموماً.. وللتصويت لقائمتكم بشكل خاص ولصالحكم بوجه أخص؟
* تحمل الحملة الانتخابية الحالية بصفة عامة الكثير من بصمات الممارسات الحزبية الفاشلة السابقة. لقد تم تنميط الناخب الجزائري بحيث فقد ثقته في كل ما هو سياسي. ومن الصعب إقناعه بمنح ثقته من جديد في منظومة يرفضها كلية ويرفض كل من يتعامل معها. هذا موقف عدمي أوصلته إليه الممارسات المنافية للسياسة التي كانت الأحزاب المفلسة تنتهجها. كما أن العديد من المترشحين يواصلون تكريس تلك الممارسات وهو ما يثير تقزز الناخبين والمتابعين ويولد سخطهم. وهو ما جعل الكثير من المتابعين يعتبرون الحملة مجرد كرنافال من أجل نتيجة محسومة مسبقا. ومع ذلك فمن خلال خرجاتنا العديدة على مستوى العديد من بلديات تيبازة: الداموس شرشال حجوط فوكة القليعة أغبال وغيرها استطعنا أن نتواصل مع الناخبين بشكل في منتهى الرقي وأن نكسب ثقتهم ودعمهم بل إن العديد منهم كانوا يطلبون منا ملصقات القائمة لتعليقها في متاجرهم وأمام منازلهم.
كما يجب التنبيه إلى أن الحملة تجري في ظروف خاصة. تتسم بالارتباك على مستوى السلطة المنظمة للانتخابات وهذا الارتباك ينعكس سلبا على برامج نشاط المترشحين. فبعد نصف المدة المخصصة للحملة لم يستلم المترشحون الوثائق اللازمة لفتح الحسابات البنكية وبالتالي تعطلت عملية الطبع والسحب التي يفرض القانون أن تتم في شفافية وتحت مراقبة محافظ الحسابات.
بعض المترشحين يعتبرها انتخابات بلدية ويروج لها بهذه الصفة ويعد الناس بمنحهم سكنات ومناصب عمل وعمرات إلى البقاع المقدسة. طبعا مثل هذه الخدع لم تعد تنطلي على أحد. لكنها تشوه العملية السياسية.
بالنسبة لحزبنا أعتقد أن القيادة اتخذت قرارا مفصليا لتستثمر الحدث من أجل توسيع القواعد والتعريف بالبرنامج السياسي للحزب ومن أجل توفير إطار ديناميكي للممارسة السياسية للجزائريين يستعيدون من خلالها ثقتهم في أنفقسهم وفي قدرتهم على التغيير بواسطة الأدوات السياسية وعن طريق المؤسسات. ويمكنني القول إن جيل جديد قد حقق المكاسب الأساسية التي كان يصبو إليها من خلال قرار المشاركة. وأولها استقطاب المئات من الإطارات الجزائرية الشابة داخل الوطن وخارجه وإقناعهم بأهمية الترشح وإدخالهم في ديناميكية سياسية ميدانية لاستقطاب الناخبين وإشراكهم في صناعة التغيير. وبذا أرجح أن تكون نتئجنا أعلى من جميع التوقعات.
أما أنا شخصيا فأنا أناضل من أجل إنجاح قوائم الحزب عبر الوطن. أناضل من أجل الرقم 19. ثم من أجل قائمة ولاية تيبازة. اخترت أن أناضل في ولاية أبنائي وليس في مسقط رأسي إيمانا مني بأن الجزائر الجديدة لا تنبني على الانتماء الجهوي أو القبلي وإنما تنبني بالنضال الوطني. أنا مرشح الانتماء الوطني في الولاية. ترشحت لتمثل جميع سكان الولاية دون أي تمييز. ولدي أصدقاء وطلبة ومساندون يقدرون كفاءتي وجديتي ونزاهتي.


ـ ما الذي تعدون به ناخبيكم وعموم الجزائريين في حال وصولكم إلى البرلمان؟
* أعد أبناء بلديات تيبازة أن يكون جيل جديد في خدمتهم وأن تكون له مداومة في عاصمة الولاية مفتوحة على مدار السنة للاستماع إلى انشغالاتهم والسعي من أجل تمكينهم من حقوقهم ورفع الغبن عنهم. أعدهم بأن الفائزين من قائمة جيل جديد سوف يحرصون على تقديم المبادرات التشريعية التي تجلب مشاريع الاستثمار لبلدياتهم من أجل فتح أكبر عدد ممكن من مناصب شغل دائمة. فالشغل هو المحرك الأقوى للعملية التنموية. الشغل يحرك الحياة الاقتصادية في الولاية وينعشها. والشغل هو الذي يساعد الشباب على اغتنام الفرص المتاحة لحل أزمة السكن. والشغل هو الذي يفتح لهم أبواب النجاح. سنكون في الاستماع لجميع سكان الولاية وسنكون سندهم وخير نصوح لهم لاغتنام ما يتيحه القانون من فرص عمل ومبادرات تشغيل ذاتي وإنعاش مجلات الاستثمار التي تتميز بها المنطقة. سنعمل على تنمية قطاع الصيد البحري وإخراجه من الحرفية ليرتفع إلى مستوى الاقتصاد الصناعي الضخم. ونعمل على استغلال الإمكانيات الفلاحية للمنطقة والصناعات الغذائية والصناعات التحولية وسنعمل على رفع مستوى السياحة إلى مستوى بقية مناطق البحر المتوسط. من بين مهامنا أيضا مراجعة التشريعات المعرقلة للإنعاش الاقتصادي والطاردة للاستثمار ولرؤوس الأموال. نريد أن تكون تشريعاتنا جاذبة للاستثمار الداخلي والأجنبي لتخلق مناصب شغل برواتب مناسبة لمتطلبات المعيشة. ونريد لولايتنا أن تستغل كل ما حباها الله به من رزق لفائدة سكانها ولفائدة الجزائر. ولاية شريطها الساحلي يساوي الشريط الساحلي لإمارة دبي. وأراضيها كلها زراعية خصبة. ولكن الكثير من أحياء بلدياتها تشبه مخيمات اللاجئين. ونسبة البطالة فيها مرتفعة. محرومة من المياه الشروب ومن أبسط الخدمات. بلديات تخنقها القمامة ويعاني سكانها من شبكة نقل عمومي رديئة جدا. يعاني منها الركاب وأصحاب الحافلات والقابضون. يجب أن يعاد النظر في القوانين التي تسير قطاع النقل لنجعله متوفرا في أوقات مناسبة وبالوفرة المطلوبة لتسهيل حياة الناس وتسهيل أشغالهم وتنقلهم.
أقول للجزائريين بأن جيل جديد بكتلة برلمانية قوية ومؤثرة سيكون صوتهم المنقول على المباشر. سيقف ضد كل مشاريع القوانين التي تخدم العصابة. وسيقترح القوانين وتعديلات القوانين التي تخدم المواطنين وتحل مشاكلهم وترفع من مستوى معيشتهم. جيل جديد طريقة مختلفة وجديدة في العمل السياسي. لا يقبل أن يكون بيدقا في يد العصابة داخل البرلمان أو مجرد ديكور. جيل جديد حزب نشأ في أوساط المواطنين وتبلور برنامجه السياسي خلال سلسلة طويلة من مواقف الرفض الشجاعة والمسؤولة. وهو الآن يجند آلاف المواطنين من مرشحين ومساندين ومحبين لإقناع بقية المواطنين بضرورة المشاركة في صناعة التغيير. 
---
جمال بلعربي في سطور:
مترشح ضمن قائمة حزب جيل جديد في ولاية تيبازة 56 سنة. مدير بحث بقطاع التعليم العالي. متخصص في اللسانيات. اشتغل في الإعلام والنشر والتعليم العالي. باحث في قضايا اللغة. له عدة مقالات علمية متخصصة ومؤلفات جماعية. ترجم كتاب هيلمسلاف حول مبادئ نظرية اللغة إلى العربية سنة 2017.