لن نقبل العزاء بشهدائنا..!!

  • PDF


بقلم: عادل أبو هاشم
ضمن حملة التطهير العرقي ضمن مسلسل الإرهاب المنظم والمستمر من قبل الكيان الصهيوني ضد أبناء شعبنا الفلسطيني.
ومع توالي المرثيات التي نكتبها على صفحات الحزن اليومي الفلسطيني بارتقاء أكثر من تسعة آلاف شهيد و جرح عشرين ألفاً آخرين!
ومع ذلك فلن نبكي شهداءنا..!!
فشهداؤنا في الجنة وقتلاهم في النار بإذن الله.
ولن نندب قدرنا!
فهذا هو قدرنا.. قدرنا الفلسطيني..!
قدر الفلسطينيين أن يقاوموا.. ويقاوموا.. ويجاهدوا.. ويستشهدوا..!!
قدر الفلسطينيين أن يواجهوا لوحدهم هذه الهجمة الصهيونية التي لم يسلم منها الأطفال الرضع والفتية والنساء الحوامل والشيوخ والشباب و المساجد و الكنائس و المستشفبات حتى الحجر والحيوان والطير..!!
فكل ما في فلسطين استباحه العدو الصهيوني منذ عشرات السنين ويستبيحه يوميـًا هذه الأيام في غزة العزة و الضفة الأبية..!
والعالم العربي يصر- اصرارا عجيبـًا- على أن خيارهم الإستراتيجي هو خيار السلام ليظهروا للعالم بأنهم دواجن سلام! أمام ذئاب إسرائيلية اغتصبت الإنسان والأرض والمقدسات الفلسطينية والإسلامية وانتهكت الأعراض ودنست المقدسات..!!
هذا الشعار المسخ الذي ابتدعه بعض المنهزمين في أمتنا العربية وصدقه كل العرب وتمسكوا به حتى آخر فلسطيني..!
والعالم الغربي يمارس مؤامرة الصمت والاستهتار واللامبالاة ضد الشعب الفلسطيني!
فعلى مدى قرن من الزمان نزف الفلسطينيون من الدماء ما لم ينـزفه شعب من الشعوب وخلال هذه الرحلة الطويلة بين الفلسطيني والدم ورغم شلال الدماء الذي سال على أرض فلسطين الذي اختلط بترابـها لينبت شقائق النـعمان المتمثلة في شهدائنا البررة فإن عدونا الأزلي والأبدي لا زال مصرا على ابادة كل ما هو فلسطيني في ظل صمت عربي أين منه صمت القبور!
وأمام عالم منافق لا يحترم إلا القوي وإن كان مجرمـًا وقاتلا..!
ولا يعترف بالأخلاق والحقوق يقف مع الجلاد ضد الضحية ليشارك في ذبحها!
وصمت العالم المتحضر – كعادته – عندما يكون الدم المراق فلسطينيا..!!
ولأنه شلال الدم الفلسطيني المتواصل منذ عشرات السنين فعلى العالم أن يلتـزم الصمت.!
ونتساءل بمرارة: هل يجرؤ أحد في الكيان الصهيوني على الإقدام على جرائمهم البشعة لولا الغطاء السياسي والإعلامي الذي اكتسبه هذا الكيان من قمة الهرم السياسي الأمريكي المتمثلة بالرئيس الأمريكي الذي جعل من نفسه ناطقاً لوزارة الحرب الإسرائيلية محملاً أطفال و نساء و شيوخ شعبنا مسؤولية العنف في الأراضي الفلسطينية؟! 
لن تجدي الكلمات في رثاء الشهداء ولن تجدي الحروف في التعزية.
ولن تجدي العبارات الحزينة في الإسهاب في فلسفة استشهادهم.
ولأننا أمة من الشهداء وشعب الشهداء وكل فلسطيني هو مشروع شهيد.
علينا أن ندرك أن كل الشعب الفلسطيني مطلوب للقتل عند الإسرائيليين..!!
على الجميع أن يفهم أنه مطلوب للعدو..!!
أطفالنا.. نساؤنا.. شبابنا.. شيوخنا.. قادتنا..!!
حتى الهواء الفلسطيني مطلوب لعصابات القتلة..!!
فلنتحول إلى قنابل بشرية تنفجر في عمق هذا العدو لنثبت له أن دماءنا ليست رخيصة وأن دماء جميع الشهداء لن تذهب هدرًا..!!
وإذا كانت حكومة العدو الإسرائيلي قد قررت فتح أبواب جهنم على شعبنا فإن نيران جهنم لن يكتوي بها شعبنا وأطفالنا ونساؤنا فقط بل سيكتوي بها أطفالهم ونساؤهم  وجنودهم..!!
وإذا كان قاتل الأطفال والنساء والشيوخ مجرم الحرب بنيامين نتنياهو قد أعلن أنه سيفتح بيت عزاء في كل بيت فلسطيني فإننا نعلن أننا لن نقبل العزاء في جميع شهدائنا..!!
لقد آن الأوان لأن نلبس ملابس الحرب والأحزمة الناسفة أمام هذا العدو المتغطرس الذي يقتل أطفالنا ونساءنا وشيوخنا وينسف البيوت على رؤوس سكانها من المدنيين العزل ويقضم الأرض شبراً شبراً ويزرع مستوطناته في قلوبنا وعلى صدورنا بل وفي عقولنا ويجتاح يوميـًا أرضنا الفلسطينية!
فلنثأر لأطفالنا ونسائنا وشيوخنا وشبابنا ونقتص من قتلتهم..!
فلندافع عن أنفسنا..!
ندافع عن أطفالنا..!
عن نسائنا.. شيوخنا.. شبابنا.!
عن ذاتنا.. كرامتنا.. عزتنا.. مقدساتنا..!
ولنموت واقفين كالأشجار الباسقة في مواجهة هذا العدو الجبان..!
فلنجعل نسائهم تبكي على قتلاهم كما تبكي نساؤنا شهداءنا ولنثبت لهم أن دماءنا غالية وليست رخيصة..!
فنحن أصحاب ثأر ومن كان صاحب ثأر كان الأقدر على الصبر على شدائد الحروب..!
إن ثأرنا عند كل إسرائيلي مقيم على أرض وطننا الحبيب..!
لن نصدق بعد اليوم أنهم أبناء العمومة.. بل هم أعداؤنا..!
ولن نوهم أنفسنا بأنهم أصدقاؤنا الجدد.. بل هم قتلتنا..!
ولن نتحسر على عرب يتلهون بآلامنا وعجمـًا يعبثون بدمائنا..! 
بل سنردد مقولة طارق بن زياد بأن العدو أمامنا والبحر من خلفنا!
ولن نبكي شهداءنا.. ولن نتقبل العزاء فيهم بعد اليوم.
وليكن عزاؤنا هو في الثأر لهم من قتلتهم .!
وأن لا تذهب دماؤهم هدرًا.!
فعصابة القتلة في تل أبيب لم تترك لنا من خيار سوى المقاومة  بصواريخ القسام   والعبوات الناسفة وبأجسادنا وبعظام أطفالنا ونسائنا وبقوتنا اليومي..!!
لم يبق أمامنا من خيار سوى المقاومة و الصمود و التضحية.
لن نحصي جثث شهدائنا بعد اليوم بل سنجعلهم يحصون قتلاهم!
و إن كان رصيد الفلسطينيين من الشهداء في تزايد مستمر فقد اعتاد أبناء هذا الشعب المجاهد على ملاقاة الموت في كل لحظة و كل يوم.
ولنردد معا و نحن نواجهه حرب التطهير العرقي الإسرائيلية كلمات توفيق زياد:
كأننا عشرون مستحيل
في اللد و الرملة والجليل
هنا على صدوركم باقون كالجدار 
وفي حلوقكم كقطعة الزجاج.. كالصبار
وفي عيونكم زوبعة من نار
نجوع.. نعرى.. نتحدى
نملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات  
ونملأ السجون كبرياء 
ونصنع الأطفال.. جيلا ثائرا وراء جيل.