من النهر إلى البحر!

  • PDF

* بقلم: خلدون الشيخ
بدأت بتجريم رفع علم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في شوارع المدن الأوروبية مروراً بمحاولة منع التلويح بعلم فلسطين لكن اليوم صارت المحاسبة في بريطانيا على الكلمات التي يتفوه بها المتظاهرون في شوارع لندن والمدن الانكليزية.
من النهر إلى البحر كلمات كتبها نجم نادي ليستر لكرة القدم حمزة شودري وهو من أصول بنغلاديشية وغرينيدادية على حسابه على اكس (تويتر سابقاً) إلى جانب ايموجي لعلم فلسطين كانت كافية لتدخل الاتحاد الانكليزي لكرة القدم الذي طلب من ناديه المعار اليه حالياً واتفورد بايقافه عن المشاركة مع الفريق بل قرر الاتحاد الكتابة إلى كل الأندية الانكليزية تحذرها من السماح للاعبيها باستخدام مثل هكذا كلمات معادية كونها تحرض على الكراهية بل أكثر من ذلك طالب الأندية باستدعاء الشرطة في حال تكرار كتابة مثل هذه الكلمات من لاعبيها.
هذه الكلمات صارت توجع المسؤولين المتصهينين هنا في بريطانيا المفترض ان تكون هي الدولة المسؤولة في المقام الأول عن معاناة الفلسطينيين منذ وعد رئيس وزرائهم أرثر بلفور باقامة دولة لليهود في أرض فلسطين مرورا بالانتداب البريطاني في 1948 وهي التي تقع على عاتقها في المقام الأول ايجاد حل ووضع حد لمعاناة الفلسطينيين.
لكن الامر بات واضحاً عندما تتم المقارنة بالدعم الهائل من الاتحادات الرياضية ليس فقط في بريطانيا بل في كل أنحاء العالم الغربي لأوكرانيا وكيفية تصوير معاناتها وحض الجميع على الوقوف إلى جانب الشعب الاوكراني في ظل معاناتهم من الاجتياح الروسي فغطت الملاعب بأعلام أوكرانيا ذات اللونين الأصفر والازرق بل أجبر اللاعبون على ارتداء شارات بالعلم الاوكراني الذي عزف نشيده ورفعت أعلامه قبل كل مباراة من مباريات الدوري الأشهر في العالم لكن مشاهد مقتل الاطفال الشنيع كل يوم من دون توقف على مدى الأسابيع الخمسة الماضية لم تقنع هؤلاء المتصهينين من الساسة حتى بالمطالبة بوقف لاطلاق النار ومن فعل كان يعاقب بالايقاف او الطرد من الحزب.
*موقف الرياضيون العرب والمسلمون
الرياضيون العرب والمسلمون لم يستطيعوا كبت غيظهم مما يحصل لأشقائهم في غزة رغم كل القيود والعراقيل فوجدوا وسائل خلاقة للتعبير عن تأييدهم فوضع النجم المصري ولاعب أرسنال محمد النني صورة لعلم فلسطين وخلفه قبة الصخرة كخلفية في حسابه على اكس ونشر فيديو يتلو فيها آية قرآنية في اشارة واضحة إلى شهداء غزة كي يتحايل فيها على ناديه والمسؤولين فيما كان زميله في المنتخب المصري ونجم ليفربول محمد صلاح أكثر رسمية بنشر رسالة عامة تطالب بوقف العنف ورفض القتل من الطرفين وكأنه نجم عالمي من كولومبيا أو اليابان فنأى بنفسه تماماً عن ربطه بالتعاطف مع الشعب الفلسطيني وكأنه مهدد بخسارة الدنيا وما فيها من أموال لو فعل رغم أنه ابن الجارة والشقيقة مصر وهو عكس موقف النجم الهولندي المغربي الأصل أنور الغازي الذي أصر على موقفه المؤيد لفلسطين وأبناء غزة رغم محاولة ناديه الالماني ماينز انهاء سوء التفاهم باصدار بيان يؤكد فيه أن الغازي اعتذر على تغريدته المؤيدة لفلسطين ما أثار غضب النجم المغربي الاصل الذي كتب تغريدة يؤكد فيها تضامنه مع غزة وينفي اعتذاره ما قاد ناديه إلى انهاء عقده مثلما فعل نادي نيس الفرنسي مع النجم الجزائري يوسف عطال قبلها بأسبوع في حين عانى النجم الجزائري الاصل كريم بنزيمة من هجوم الحكومة الفرنسية بسبب تعاطفه مع غزة إلى حد التهديد بسحب الجنسية منه.
ربما بات جلياً اعتبار أن هجوم 7 أكتوبر ليس فقط هز الكيان الصهيوني برمته بل أسقط الأقنعة عن وجوه العالم الغربي القبيح الذي استخدم القيم النبيلة مثل حقوق الانسان و حرية التعبير فقط لما يتلاءم مع أجنداته لكن الرد الحقيقي على وضع القيود على اللاعبين والنجوم في التعبير عن آرائهم جاء من المدرجات حيث كسرت جماهير الكثير من الأندية وأبرزها نادي سيلتك الاسكتلندي وليفربول الانكليزي قيود منع رفع الاعلام في الملاعب الاوروبية برفع سيل من الأعلام الفلسطينية وكأنها تتحدى المسؤولين الرياضيين والسياسيين بايصال رسالتين الأولى عدم الكيل بمكيالين بالسماح لاعلام أوكرانيا ومنع الاعلام الفلسطينية والثانية وهي الأهم أن حرمان النجوم من آرائهم المؤيدة لفلسطين مراده عدم التأثير على الرأي العام في حين أن شوارع البلاد بل عواصم العالم تشهد مظاهرات غير مسبوقة تأييداً للفلسطينيين وللحق الفلسطيني بل بات هناك الملايين من المراهقين والشبان يعرفون قصة فلسطين الحقيقية غير المزيفة والتي باتوا يعبرون عنها بأربع كلمات خلال مسيراتهم الضخمة: من النهر إلى البحر !