ألعاب إلكترونية تقتل الأطفال والمراهقين

  • PDF

إدمان واسع والمختصون يُحذِّرون..
ألعاب إلكترونية تقتل الأطفال والمراهقين 

انتشرت على شبكة الانترنت في السنوات الأخيرة ألعاب إلكترونية مجانية كثيرة جذبت اهتمام الأطفال والمراهقين من الباحثين عن التسلية والمتعة لكنها انتهت ببعضهم إلى القتل والانتحار من خلال تعليمات افتراضية أثّرت عليهم والغريب في الأمر أنها لازالت تزحف إلى البيوت الجزائرية وتتاح للأطفال بعيدا عن رقابة الأولياء.
نسيمة خباجة 

لازالت الألعاب الالكترونية في متناول الأطفال رغم الكوارث التي تسببت فيها لعب كانت أشد خطرا وأدت إلى الانتحار والشنق ناهيك عن الأزمات النفسية وحالات الجنون التي راح ضحيتها المئات من الأطفال. 

لعبة الحوت الأزرق تشنق الأطفال
تعد لعبة الحوت الأزرق من أخطر الألعاب الإلكترونية الحالية في العالم ورغم ما رافق ظهورها منذ سنة 2015 من جدل واسع بسبب حالات الانتحار التي تسببت فيها إلا أنّها مازالت متاحة للجميع على شبكة الإنترنت ولم يقع حظرها إلى حد اليوم.
ومنذ ظهورها تسبّبت هذه اللعبة في انتحار ما يفوق الـ 100 شخص عبر العالم أغلبهم من الأطفال ففي الجزائر أنهى 6 أطفال حياتهم شنقا وبطريقة متشابهة تنفيذا لأوامر اللعبة.
وهذه اللعبة التي يستغرق لعبها50  يوما تنقسم إلى عدّة مراحل أو تحديات حيث تجبر مستخدميها على مشاهدة أفلام الرعب لمدة 24 ساعة يوميا وتدفعهم إلى تشويه أجسادهم باستخدام آلات حادّة وتحثهم على الاستيقاظ في ساعات متقطعة من الليل وتصوير أنفسهم بالإضافة إلى قطع الشفاه والوقوف على حافة سقف المنزل وقطع السكة الحديدية وكلما قام الطفل بالتحدي وصوّر نفسه يكسب ثقة الحوت وينتقل إلى المرحلة الموالية وعند بلوغ اليوم الخمسين من ممارسة اللعبة يقدم على الانتحار إما برمي نفسه من مبنى أو شنق نفسه.

لعبة مريم.. الشبح المرعب 
انتشرت لعبة مريم خاصة في دول الخليج وسببّت الرعب للعائلات وتتمثل اللعبة في وجود طفلة صغيرة تدعى مريم تاهت عن منزلها والمشترك يساعدها للعودة إليه وأثناء ذلك تطرح عليه مجموعة أسئلة شخصية عن حياته وأخرى سياسية وفي إحدى المراحل تطلب مريم التي تشبه الشبح الدخول للغرفة لمقابلة والدها وفي النهاية تحرضه على الانتحار وإذا لم يتم الاستجابة لها تهدده بإيذاء أهله.
وأبرز ما يميّز هذه اللعبة هو الغموض والإثارة والمؤثرات الصوتية والمرئية التي تسيطر على طبيعة اللعبة والتي تتسبّب في إثارة الرعب والخوف في قلوب المستخدمين خاصة الأطفال.

لعبة البوكيمون غو.. حوادث أليمة 
ظهرت في جوان 2016 واستحوذت على عقول الملايين عبر العالم وعلى الرغم من التسلية التي تحققها اللعبة لمستخدميها إلا أنها تسببت في العديد من الحوادث القاتلة بسبب انشغال اللاعبين بمطاردة والتقاط شخصيات البوكيمون المختلفة خلال سيرهم في الشوارع.
وتقوم اللعبة على أساس أن المستخدم يقوم بالبحث عن الشخصية الافتراضية بوكيمون غو حيث تعتمد على الخرائط الحقيقية للمكان المتواجد به اللاعب ثم تحدد اللعبة أماكن موجودة في الواقع لشخصية البوكيمون غو التي يبحث عنها المستخدم كغرفة نومه أو المدرسة أو الشوارع القريبة من منزله وعلى المستخدم سرعة الذهاب إلى المكان والتقاط البوكيمون قبل أن يختفي.


لعبة جنيّة النار تحرق الأطفال 
تشجع لعبة جنية النار الأطفال على اللعب بالنار حيث توهمهم بتحولهم إلى مخلوقات نارية باستخدام غاز مواقد الطبخ حيث تدعوهم إلى التواجد منفردين في الغرفة حتى لا يزول مفعول كلمات سحرية يرددونها ومن ثم حرق أنفسهم بالغاز ليتحولوا إلى جنية نار وقد تسببّت في موت عديد الأطفال حرقا أو اختناقا بالغاز.
وتقول تعليمات اللعبة في منتصف الليل عندما يكون الجميع نائما استيقظي من سريرك ودوري في جميع أنحاء الغرفة ثلاث مرات وأنت ترددين الكلمات السحرية ثم انتقلي إلى المطبخ بصمت من دون أن يلاحظك أحد وإلا ستفقد الكلمات السحرية قوتها افتحي موقد الغاز كل الشعلات الأربع ولكن من دون نار إنك لا ترغبين بأن تحترقي ثم نامي الغاز السحري سيأتي إليك ستتنفسينه أثناء نومك وفي الصباح عندما تستيقظين ستكونين قد صرت جنية .


لعبة تحدّي شارلي تستهدف أطفال المدارس 
تسببّت في حدوث عدة حالات انتحار لأطفال وشباب وكذلك في حالات إغماء بينهم ففي ليبيا انتحر أكثر من 10 أشخاص شرق البلاد وتسبّبت بحدوث عدة حالات إغماء بين صفوف الطلاب في المؤسسات التربوية في الجزائر نتيجة استخدامهم لها.
وتحدّي تشارلي هي لعبة شعبية انتشرت من خلال مجموعة فيديوهات على شبكة الإنترنت في عام 2015 وساهم في انتشارها استهدافها لأطفال المدارس حيث تعتمد في لعبها على اللوازم المدرسية وبالتحديد الورقة وأقلام الرصاص لدعوة شخصية أسطورية مزعومة ميتة تدعى تشارلي ثم تصوير حركة قلم الرصاص مع الركض والصراخ.


الألعاب الإلكترونية تقود الأطفال إلى العنف والجرائم
حذر خبراء الصحة النفسية من التأثيرات السلبية الخطيرة للأجهزة الإلكترونية على الأطفال وأكدوا أن الإفراط في استخدام هذه الأجهزة يدمر شخصية الأطفال ويجعل منهم شخصيات انطوائية أنانية وبعض التأثيرات السلبية لاستخدام الأطفال هذه الأجهزة بدأت تظهر في المجتمعات نظراً لإهمال الوالدين هذا الأمر وتركهم الحبل على الغارب لقضاء أولادهم الوقت كاملاً مع الألعاب الإلكترونية.
كما حذروا من أن بعض هذه الألعاب تعلّم الأطفال كيفية ارتكاب الجرائم وممارسة العنف لافتين -على سبيل المثال- إلى لعبة الحوت الأزرق التي دفعت عدداً من ممارسيها إلى إنهاء حياتهم.
وشددوا على أهمية اختيار الوالدين الألعاب الإلكترونية لأطفالهم وأن يشاركوهم اللعب حتى لا يعيشوا في عالمهم الافتراضي وينسوا علاقاتهم الاجتماعية لافتين إلى إمكانية أن يقضي الأطفال وقتا محدودا في ممارسة هذه الألعاب وأوضحوا أهمية اللجوء إلى بدائل أخرى تشغل أوقات الأطفال بدلا من الألعاب الإلكترونية موضحين أنه بإمكان الأمهات أن يشغلن وقت أطفالهن في ممارسة الرياضة أو الخروج للحدائق العامة أو تنظيم تجمعات عائلية تساهم في زيادة الذكاء الاجتماعي والعاطفي لدى هؤلاء الأطفال.