العنف في المدارس الجزائرية.. إلى أين؟

  • PDF

ضرب.. جرح وتعنيف لفظي 
العنف في المدارس الجزائرية.. إلى أين؟

تحوّلت بعض المؤسسات التربوية إلى ساحات للعراك وأصبحت عنوانا للعنف المتبادل ما بين التلاميذ والأطقم التربوية من معلمين ومراقبين وما الحادثة الأخيرة أو الفضيحة التي زلزلت الوسائط الاجتماعية بتعدي مراقبة على تلميذة على مستوى متوسطة بإحدى بلديات ضواحي الجزائر العاصمة إلا دليل على المنحى الخطير للعنف في المدارس مما يوجب دق ناقوس الخطر.
نسيمة خباجة
اعتداء على معلمة بخنجر.. تلميذ يضرب مديرا.. مراقبة تعتدي بالضرب المبرح على تلميذة.. هي فواجع وأخرى بتنا نسمع بها هنا وهناك تفسر العنف الذي باتت تتخبط فيه المدارس الجزائرية بعد ان غابت فيها معايير الاحترام وصارت ساحات للعراك والجرم والضرب المبرح وحتى الجرح والقتل وبذلك انقلبت غايتها من التنوير بالعلم والتنشئة السليمة إلى أبشع صور العنف وأفظع الجرائم.

قضية اعتداء على تلميذة تثير الرأي العام 
الجريمة الشنعاء التي حدثت للتلميذة المدعوة أ أثارت الرأي العام بحيث دخلت في حالة هستيرية وتعرضت إلى كسور بعد الضرب المبرح الذي تلقته من مراقبة على مستوى متوسطة في العاصمة تحولت إلى ساحة للملاكمة بعد أن تلقت التلميذة عدة لكمات على مستوى الكتف مما أدى إلى اغمائها واسعافها من طرف استاذة الفرنسية حسب ما جاء في تصريحها بحيث تعرضت التلميذة إلى ضرب مبرح وظهرت في حالة هستيرية وهي تصرخ عبر الفيديو جراء ما تعرضت له وقررت عدم العودة إلى الدراسة مما ادى إلى استياء كبير من طرف ابويها وحازت تضامنا كبيرا. فالحالة التي تعرضت اليها تلميذة لا حول ولا قوة لها في مكان طلب العلم من الممكن جدا ان تزحف لبقية التلاميذ وهو ما استهجنه جل الاولياء في تعليقاتهم الرافضة للسلوك الاجرامي واللاإنساني الصادر من مراقبة غير مؤهلة لرقابة افعالها فما بالنا تكليفها برقابة وحراسة تلاميذ في متوسطة يقترن فيها أعمار جلهم بمرحلة المراهقة كمرحلة حساسة تستدعي التعامل معهم بحذر لكن هيهات ان يتحقق الأمر مع أشخاص أقحموا سلوكات الشارع إلى الصروح التربوية. 

مدارس أم ساحات للعراك؟
بات سيناريو العنف متكررا عبر المدارس الجزائرية التي أضحت فضاء للممارسات المشينة ومختلف الآفات فمن التدخين إلى المخدرات إلى ضبط الاسلحة البيضاء في محافظ التلاميذ ووصل الأمر إلى الضرب والجرح والتعنيف المتبادل ما بين المعلمين والتلاميذ والاطقم التربوية بوجه عام مما حول الصروح التربوية إلى ساحات للعراك والملاسنات والمشاحنات وحتى إلى الاعتداءات بالأيدي وإراقة الدماء مما يؤكد خطورة الوضع فالتلاميذ باتوا مهددين بمختلف المخاطر في المؤسسات التربوية وما تسجيل حوادث قتل عبر المدارس الا دليل على ذلك ولا نستثني المعلمين ايضا بعد ان صارت المدارس ساحة للعنف المتبادل فأطراف العملية التربوية من تلاميذ ومعلمين ومراقبين ومدراء أضحوا مصدرا لسلوكات عنيفة مما أعاب الرسالة العلمية وأداء المهمة التربوية بعيدا عن كل تلك الشوائب التي لا تخدم التلميذ ولا المعلم ولا المدرسة ولا المجتمع بوجه عام ويكون من الأحسن التحلي بالسلوكات القويمة وحمل رسالة العلم في أيدي أمينة لإعادة الهيبة والوقار للمدرسة الجزائرية كمكان مقدس لطلب العلم ويكفينا أن أول آية نزلت في ديننا الإسلامي الحنيف على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هي إقرأ فليعمل الكل على أداء تلك الرسالة بكل نبل وإخلاص بعيدا عن التناطح والتنافر والصراعات اللامتناهية كممارسات مرفوضة شوهت المدرسة الجزائرية.