أطفال الجزائر يحيون عيدهم العالمي

  • PDF

واقع.. تحديات وآفاق 
أطفال الجزائر يحيون عيدهم العالمي 

تناط الطفولة في الجزائر بأهمية بالغة أمام العديد من التحديات فحماية الأطفال وضمان حقوقهم وعيشهم الكريم من بين الأولويات للحكومة الجزائرية ما تعكسه الترسانة القانونية والمشاريع العديدة التي تصب كلها في وعاء خدمة مصلحة الطفل وتنشئته تنشئة سليمة لبناء مجتمع سليم.
نسيمة خباجة
يحتفل أطفال الجزائر كغيرهم من أطفال العالم هذا الخميس بعيدهم العالمي وسط واقع ملموس وتحديات في الآفاق فالمتتبع لحال الطفولة في الجزائر والمهتم بشؤونها تستوقفه جملة من المؤشرات ففي المجال الاجتماعي تنامت ظاهرة عمالة الأطفال بشكل كبير كما تثبته الإحصائيات بالإضافة إلى تسجيل ارتفاع في معدل الانحرافات السلوكية وانتشار التسرب المدرسي والأمية وضعف الضبط والرقابة الأسرية والتدهور الأخلاقي وضعف في الجانب الإعلامي والتثقيفي للطفل ناهيك عن انتشار الأمراض على غرار فقر الدم والحساسية ونقص المناعة بين الأطفال من دون أن ننسى أن الأطفال باتوا عرضة لحالات الاختطاف عبر الشوارع ولعل هجمات الإبر كانت النقطة التي أفاضت الكأس.

عمالة الأطفال.. استغلال 
تتضارب الإحصائيات حول عمالة الأطفال في الجزائر ففي حين ينفيها البعض يعكسها الشارع وحواف الطرقات السريعة بحيث نجد أطفال من مختلف الأعمار يبيعون مختلف السلع فمن المطلوع إلى البيض المسلوق والمحاجب والكسرة ومختلف المعجنات دفع بهم العوز وفقر عائلاتهم إلى المخاطرة عبر الأسواق وحواف الطرقات السريعة فهم عرضة لمختلف المخاطر كالاختطاف وحوادث المرور وغيرها فاقتحام أطفال صغر لسوق العمل وممارسة مختلف الحرف الشاقة والخطيرة أضحى واقعا ملموسا نعيشه ونشاهده عبر الشوارع والمدن بحيث يكونون عرضة للاستغلال ومختلف المعاملات المشينة التي لا تتوافق مع سنهم ولا بنيتهم الجسدية الضعيفة. 


الاختطاف سيناريو مرعب 
كان سيناريو الاختطاف وما يزال كابوسا مرعبا يستهدف الأطفال في الجزائر بحيث زرعت الآفة الرعب في قلوب العائلات بعد تعرض العشرات من الأطفال إلى ذاك المصير المحتوم وقتلهم والتنكيل بجثثهم ودق المختصون ناقوس الخطر من اجل حماية الأطفال من آفة الاختطاف وتحول الأولياء إلى حراس شخصيين لأطفالهم من وإلى المدرسة خوفا من تعرضهم إلى أي طارئ ورغم تلاشي الظاهرة الا ان رعب الاولياء مستمر ولازالوا بودي قارد لأطفالهم في كل زمان ومكان خوفا من حوادث الاختطاف التي تقلصت بسبب حنكة وتدابير المصالح الامنية وحرص الاولياء على رقابة أطفالهم الا انها لم تنته نهائيا. 


هجمات الإبر تستهدف البراءة 
السيناريو الآخر المرعب الذي عشناه منذ شهور قليلة هي هجمات الإبر كآفة جديدة لم تشهدها الجزائر من ذي قبل والغريب أنها كانت ضد الأطفال الذين كانوا عرضة لذلك الخطر امام المدارس بحيث تعرض أكثر من طفل إلى وخز بالإبر من طرف نسوة يتنكرن بالجلباب في تلك الافعال الشيطانية وزرعت الظاهرة الرعب في قلوب الأطفال وأوليائهم خاصة أنها جريمة دخيلة على المجتمع الجزائر والتي اتخذت العديد من التأويلات وكان التفسير الغالب استعمال الدماء بعد الوخز في السحر والشعوذة والعياذ بالله.
هي وقائع وأخرى يعيشها الطفل الجزائري ناهيك عن الرسوب المدرسي وآفات التدخين وحتى المخدرات التي تزحف إلى المدارس وشبح الانترنت والتكنولوجيا الذي يهدد الأطفال بويلاته العديدة الناجمة عن سوء استخدام الوسائل الالكترونية فمسؤولية الأسرة والمجتمع ككل هي كبيرة في تنشئة أجيال سليمة. 
======
كريكو تشارك في مؤتمر رفيع المستوى حول حقوق الطفل العربي


شاركت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة كوثر كريكو أمس الأربعاء في أشغال المؤتمر السادس رفيع المستوى لحقوق الطفل العربي الذي نظمته جامعة الدول العربية عبر تقنية التحاضر عن بعد بمناسبة اليوم العالمي للطفل المصادف للفاتح جوان من كل عام حسب ما أفاد به بيان للوزارة.
وأوضحت السيدة كريكو في كلمة لها أن مسألة حماية الطفولة وترقيتها تكتسي أهمية بالغة تبرز في السياسات الوطنية لكل دولة مؤكدة أن حقوق الطفل في الجزائر مجسدة ومحمية بقوة الدستور .
وأضافت السيدة كريكو أنه تجسيدا لهذه الأحكام الدستورية وتوافقا مع التزامات الجزائر الدولية في مجال حماية وترقية حقوق الطفل جاء القانون المتعلق بحماية الطفل مبرزة أن بلادنا حرصت على استحداث العديد من الآليات التي من شأنها توفير الحماية اللازمة لهذه الفئة .
وأشارت أيضا إلى توفير مؤسسات التربية والتعليم المتخصص الموجهة لفائدة الأطفال من ذوي الهمم بهدف إدماجهم الاجتماعي ببرنامج مكيفة وآليات مساعدة للأسر المعوزة.
وأكدت الوزيرة أن كل هذه الجهود تتم في إطار متكامل ومتناسق بين مختلف القطاعات والهيئات الوطنية المعنية بمسألة الطفولة من أجل صياغة السياسات العمومية الموجهة لفائدة هذه الشريحة من المجتمع.
وفي ذات السياق ثمنت السيدة كريكو الجهود المبذولة في إطار جامعة الدول العربية بخصوص البرامج المسطرة لصالح الطفولة مشيرة إلى التناسق والتكامل الذي يطبع العمل العربي في هذا المجال.