جامعيات يقتحمن ميدان الحرف اليدوية

  • PDF

شهاداتهن العليا حبيسة الأدراج
جامعيات يقتحمن ميدان الحرف اليدوية

الشهادة الجامعية كانت فيما سبق تعادل مكتب ومقعد وقلم لكن اليوم هناك الكثيرات ممن تسلحن بالعلم وتدرّجن بالجامعات وحُزن شهادات جامعية في دراسات عليا إلا أنهن اخترن ميدان الحرف اليدوية على غرار الخياطة والحلاقة والطبخ وصناعة الحلويات ولم تعد حرفا خاصة بمحدودات المستوى بل اقتحمتها متعلمات وبرعن في حرف متنوعة مارسناها بكل إرادة وعزيمة.
نسيمة خباجة
هنّ شابات وسيدات اخترن الحرف المنزلية عن المكاتب على الرغم من أنهن يحزن على شهادات عليا في تخصصات عديدة كالهندسة والإعلام الآلي وحتى الطب والتعليم والترجمة وغيرها من التخصصات درسن في الجامعات إلا ان ميدان عملهن كان بعيدا عما درسنه واخترن ميدان الحرف بكل أنواعها ورأين أنها أصبحت مشاريع ناجحة قد تحقق أكثر مما تحققه وظيفة تمارس خارج المنزل فبرعن في حرف متنوعة كالخياطة والتفصيل وصناعة الحلويات والمعجنات بمختلف أنواعها كذلك ميدان الحلاقة والتجميل أسال لعاب الكثيرات من النسوة كونه حرفة جد مطلوبة وأرباحها جيدة.
حرف متنوعة
الحرف اليدوية لم تعد حكرا على  محدودات المستوى وإنما اقتحمتها نسوة حاصلات على شهادات عليا من الجامعات ولجن ميدان الخياطة والطبخ والحلاقة منهن مهندسات ومعلمات وحتى طبيبات اخترن مشاريع مصغرة عبر بيوتهن أو حتى تأجير محلات خاصة بذلك لممارسة  نشاطاتهن وبرعن في حرفهن ونجحن فالمرأة لا تقاس فقط بالشهادة وإنما تتنوع ميولاتها ومهامها ولم تعد تلتزم بميدان محدد أو معين بل اقتحمت جل المجالات حتى تلك التي كانت حكرا على الرجال.
التقينا بسيدة حازت شهادة في الإعلام الآلي الا انها عملت في ميدان مغاير تماما ولا يحتاج أصلا إلى تلك الشهادة وهو ميدان الخياطة والتفصيل فبعد انهاء دراستها في الجامعة استثمرت سنوات بحثها عن وظيفة في تربص في الخياطة والتفصيل لمدة عامين بعدها راودتها فكرة أخرى تبتعد عن مجال الاعلام الآلي تتمحور حول فتح ورشة للخياطة والتفصيل الرفيع وبالفعل نجحت واشتهرت وصارت تستقبل العشرات من الزبونات لاسيما أنها اختصت في خياطة الألبسة التقليدية وحتى العصرية حتى أضحت في حاجة إلى مساعدات وهن اليوم ثلاثة نسوة يعملن في الورشة بكل جد وكد ويتفنن في خياطة مختلف أنواع الألبسة التقليدية على غرار الكاراكو والقفطان والجبة القبائلية ويستقبلن العرائس لتجهيزهن بألبسة التصديرة وختمت بالقول: لم أندم ابدا بعد ان اقتحمت ميدان الخياطة والتفصيل فهو ميدان رائع ومشوق ويفتح الباب للتعارف والتواصل الاجتماعي مع مختلف شرائح المجتمع . وعن الشهادة فقالت إنها لم تخسرها وتعتز بها لكونها رمزا لتعلمها وتذكّرها بسنوات الدراسة بالجامعة.
أما سيدة أخرى فاختارت ميدان الحلاقة والتجميل بعد ان حازت على شهادة الليسانس في الترجمة لم تعمل  في ذلك الاختصاص بل سارت على خطى أمها التي عملت في ميدان الحلاقة ونقلت اليها الحرفة وتعلمت منها الكثير من الحيل عبر صالون الحلاقة بعدها تلقّت تربصا عبر مدرسة متخصصة في ذات النشاط وتخرجت منها بشهادة بتقدير جيد جدا بعد ان برعت في عالم الحلاقة وهي الآن تحل محل أمها في الصالون بعد كبرها وتعبها لكن لازالت تعتمد عليها في بعض التوجيهات وتعتبرها معلمتها الأولى وعن رأيها في الميدان قالت انه ميدان مشوق لا تمل من تعمل به ففي كل مرة هناك تغيير وتجديد وختمت بالقول إنها تعزم على اكمال حرفتها لو كتب الله لها عمرا طويلا فالحلاقة والتجميل ميدان مستمر ناجح ومطلوب جدا في السنوات الأخيرة.