تكتفي بطفل أو طفلين..
أسر تتّجه إلى تقليص الولادات
أمهات اليوم يختلفن كثيرا عن أمهات الأمس فبعد أن كانت الأسر الجزائرية في السنوات الماضية تضم العديد من الأفراد بسبب كثرة الولادات تتجه النسوة اليوم إلى تقليص الولادات بصورة ملفتة للانتباه حتى صارت أسر اليوم تضم طفل أو طفلين أو ثلاثة أطفال على الأكثر وتربط الأمهات الأمر بأمور عديدة منها انعدام الوقت وخروج المرأة إلى سوق العمل بالإضافة إلى غلاء المعيشة ومتطلبات الحياة التي فرضت تقليص الولادات.
نسيمة خباجة
أصبح الشريكان يتفقان على كل شيء قبل خطو خطوة الزواج ومن بين النقاط الرئيسية التفاهم على عدد الأولاد أو الانجاب بشكل عام وأزواج اليوم يفضلون تقليص عدد الأطفال إلى طفل واحد أو طفلين على الأكثر ويرون ان متطلبات الحياة فرضت الامر وتكاليفها التي باتت باهظة فتربية طفل أضحت مسؤولية كبرى من مختلف الجوانب من حيث التربية والنمو والتدريس والعلاج وغيرها وتزايد الولادات من شأنه توسيع المهمة اكثر وربما خروجها عن طاقة الآباء المعنوية والمادية.
أسر تتقلص
الزيجات في السنوات الأخيرة يلاحظ الكل ان عدد اطفالها في الغالب لا يتعدى طفلان أو ثلاثة على الأكثر على خلاف الامس التي كانت فيه الام الجزائرية ولودة وقد تصل إلى ازيد من 10 ولادات في الاسرة الواحدة التي كانت تعرف بكثرة الافراد لكن مع تغير المفاهيم وظروف الحياة تقلصت الاسر المعاصرة بسبب عدة فرضيات على غرار خروج المرأة إلى سوق العمل وضيق الوقت مما يتعارض مع ما تستلزمه تربية الأطفال من وقت كبير وصبر وهي المعايير التي تفتقدها نساء اليوم نوعا ما.
تقول السيدة فطيمة في العقد السابع وهي ام لـ8 أبناء إنها لاحظت الامر على كناتها اللواتي قلصن الولادات فمعظمهن يعملن لذلك لم ينجبن وكل كنة لها طفل أو طفلان وتصمم على عدم الانجاب خوفا من كبر المسؤوليات وعن رأيها قالت إنها لا توافق على الامر فهي عادة جديدة طرأت على نسوة اليوم اللواتي ترى ان بعضهن غير متأهلات لحمل المسؤولية وهن يمتلكن الوقت لهواياتهن ورغباتهن لكن لتربية الأطفال لا وأضافت أنها تشجع على الاسر المتعددة الافراد كما كان الامر في السنوات الماضية التي كانت فيه المرأة توفق بين أمور التربية وبين قلة المداخيل واستعصاء المعيشة أيضا وأنشأت اجيالا صالحة ومتعلمة على خلاف ما نراه اليوم من رسوب وانحراف عبر الاسر تقول.
الظروف سبب
كان هذا رأي سيدة من الجيل الماضي... اقتربنا من بعض أمهات الجيل الحالي فكان رأيهن مخالفا واجمعن ان تقليص عدد الولادات هو امر خارج عن ارادتهن واحيانا هو شرط من الزوج بسبب الظروف الاجتماعية وغلاء المعيشة وغيرها.
تقول السيدة سهام ام لثلاثة أطفال إن معدل تعداد أفراد الاسر تقلص فهي شخصيا اتفقت مع زوجها على عدم الانجاب كثيرا والاكتفاء بثلاثة أبناء: طفلين وبنت لاسيما وانها عاملة وزوجها عامل وقدراتهما المادية المحدودة لا تخول لهما الإنجاب مرة أخرى خاصة وأن أبناء اليوم يشترطون كل شيء في اكلهم وملبسهم ومشربهم أضف إلى ذلك متطلبات دراستهم فهي كلها أعباء متراكمة بالكاد يستطيع الآباء استيفاءها في الوقت الحالي وقالت إنها تشجع على تقليص الولادات لتمكين الآباء من التحكم في زمام الأمور وعدم خروجها عن طاقتهم.
سيدة أخرى قالت إنها أنجبت طفل في المرة الأولى بعدها رزقها الله بتوأم طفل وطفلة واتفقت هي وزوجها على عدم الإنجاب لاسيما وأنهما كان متفقان من الأول على طفلين لكن قدرة الله كانت اقوى ورزقهما في الولادة الثانية بتوأم وحمدا لله كثيرا وسألاه التوفيق في رعاية ثلاثة أبناء في وقت جد صعب من مختلف النواحي تقول وهي تفضل تقليص الولادات للتمكن من رعاية الأبناء رعاية كاملة من حيث التربية الصالحة والتعليم والعلاج.