جزائريون يبالغون في تزيين القبور

  • PDF

رخام وألوان طلاء زاهية..
جزائريون يبالغون في تزيين القبور
* سياجات حديدية لحماية القبور من أفعال السحر

أضحى البعض في السنوات الأخيرة يبالغون في بناء قبور موتاهم وصارت الأبنية عالية وتظهر من بعيد ناهيك عن استعمال الرخام والزخارف وأنواع الطلاء حتى باتت القبور خارجة عن المألوف ومحل مقارنة وتباهي وهناك حتى من صار يحوّط القبر بسياج حديدي لعدم التقرب من القبر وحمايته من أفعال السحر التي يقوم بها المشعوذون هي كلها سلوكات تخرج عن المألوف ولم نعهدها من قبل في مجتمعنا.
نسيمة خباجة 
بعد أن كانت القبور عادية جدا صارت تبنى وتعلى بشكل ملفت للانتباه وأصبحت اقرب إلى الغرابة فبعد ان كانت قبور المتوفين تلامس الأرض ويعترض البعض على بنائها صار آخرون يقومون ببنائها حتى أصبح علوها ملحوظا وخارجا عن المألوف كما انها أضحت محاطة بسياجات حديدية وابنية وكأنها مسكن خاص للمتوفى.
القبور محل مقارنة
صار حتى بناء القبور محل مقارنة وتباه من طرف البعض حتى صارت المقابر تظهر بأبنية مشيدة من بعيد بسبب علوها عن الأرض ناهيك عن انواع السيراميك الفاخر المستعمل لتزيينها مما يجلب الانتباه والحيرة في نفس الوقت وذهب البعض إلى تسييج القبور تجنبا للأفعال التي باتت تطالها من سحر وشعوذة بحيث ظهر مؤخرا عبر صفحة في الفايسبوك قبر تم تحويطه بسياج حديدي على شكل غرفة مصغرة بداعي تحصينه من أي فعل من أفعال السحر والشعوذة بحيث قال المعني بالأمر بصريح العبارة: ما يجري من سلوكات عبر المقابر قضى على حرمتها وقداستها مما يدفعنا إلى تأمين القبور من تلك الأفعال الشيطانية التي يقوم بها البعض بغرض الانتقام وإسقاط البلاء على الغير . 
مبالغة في التزيين
كانت قبور المتوفين لا تعلو عن سطح الأرض وعادة ما تثبت بألواح يظهر عليها اسم المتوفى لكي لا يضيع القبر ما بين القبور ويعرفه اهله اثناء الزيارة الا انه في الوقت الحالي ما ان يتوفى الميت حتى يسارع اهله ـ أحيانا ـ إلى التشاور على ضرورة بناء القبر ولو كان بناء بسيطا لهان الامر فالأمور مبالغ فيها من حيث التزيين واختيار الوان الطلاء والزخارف وغيرها حتى صارت المقابر تظهر من بعيد على درجة كبيرة من التنميق واضحى الامر يطبع العديد من المقابر وهو ما يخرج عن المألوف.
اقتربنا من بعض المواطنين فأكدوا الظاهرة التي باتت تنتشر عبر المقابر وهو بناء القبور بطريقة ملفتة للانتباه من حيث المساحة والعلو ودرجة التنميق المبالغ فيه والذي لا يليق بمقام القبور.
يقول السيد إبراهيم في العقد الخامس إنه لاحظ الظاهرة وبات الكل يتنافس على بناء افخم قبر وهي عادة دخيلة على مجتمعنا مما أدى إلى ظهور قبور بألوان طلاء زاهية ورخام وزخارف متنوعة ناهيك عن المساحة الكبيرة التي يلتهمها بناء القبر وعلوه وقال انه يعارض الامر فالقبر هو مكان لدفن المتوفى ويكون من الاحسن تركه على شكله البسيط فكل ما هو زائد هو خارج عن المألوف ولم نعهده لدى سلفنا الصالح.
اما السيدة امال فقالت إن بناء القبر لا تعارضه من باب معرفة قبر المتوفى وعدم ضياعه بين القبور لكن ترفض تلك الزيادات التي باتت تطال بناء القبور من طرف بعض العائلات ودخلنا بذلك في متاهة التباهي والمفاخرة حتى في بناء القبور ما يظهر من استعمال السيراميك والوان الطلاء الفخمة والزاهية وهي سلوكات تخالف اعراف مجتمعنا وحتى ديننا الإسلامي الحنيف. 
ويرى علماء الدين انه لم يعهد في الإسلام بناء المقابر على ذلك النحو وهي عادات خارجة عن المألوف يسايرها البعض من باب عدم ضياع القبر ومعرفته عند زيارة الميت فأفرطوا في علوها وتنميقها الزائد.